للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم رفع فقام قيامًا طويلاً وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعًا طويلاً وهو دون الركوع الأول ... )) (١).

فالسنة تطويل صلاة الكسوف تطويلاً لا يشقُّ على الناس (٢)، وفي حديث جابر - رضي الله عنه -: ((فصلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه فأطال القيام حتى جعلوا يخرّون ... )) (٣).

١٠ - الخطبة في صلاة الكسوف سُنَّة؛ لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج مخرجًا فخُسف بالشمس فخرجنا إلى الحجرة فاجتمع إلينا نساءٌ وأقبل إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،وذلك ضحوةً، فقام قيامًا طويلاً، ثم ركع ركوعًا طويلاً، ثم رفع رأسه فقام دون القيام الأول، ثم ركع دون ركوعه، ثم سجد ثم قام الثانية، فصنع مثل ذلك إلا أن قيامه وركوعه دون الركعة الأولى، ثم سجد وتجلت الشمس، فلما انصرف قعد على المنبر فقال فيما يقول: ((إن الناس يفتنون في قبورهم كفتنة الدجال)) وفي رواية: قالت عائشة رضي الله عنها: ((كنا نسمعه بعد ذلك يتعوَّذ من عذاب القبر)) (٤).

وخلاصة ما جاء في الأحاديث الصحيحة في خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه بعد أن سلَّم من صلاة الكسوف قعد على المنبر (٥)، فخطب، فحمد الله، وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أما بعد (٦) ثم قال: ((يا أيها الناس إنّما الشمس والقمر آيتان من آيات الله، وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم شيئًا من ذلك: فاذكروا الله، وكبّروا))، وأمر بالصدقة،


(١) متفق عليه: البخاري، برقم ١٠٥٢، ومسلم، برقم ١٠٩٧، وتقدم تخريجه.
(٢) انظر: مجموع فتاوى الإمام ابن باز، ١٣/ ٣٥.
(٣) مسلم، كتاب الكسوف، باب ما عرض على النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار، برقم ٩٠٤.
(٤) النسائي، كتاب الكسوف، باب القعود على المنبر بعد صلاة الكسوف، برقم ١٤٩٨، وصححه الألباني في صحيح النسائي، ١/ ٤٨٢.
(٥) النسائي، برقم ١٤٩٨، ١٤٧٤، وتقدم تخريجه.
(٦) البخاري، برقم ١٠٥٣، ١٠٦١ وتقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>