للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كفاً من حصىً فيرفعه إلى جبهته، ويكتفي بذلك عن السجود، وإبليس إنما طرده الله لمّا استكبر عن السجود، لمن أمره الله بالسجود له (١).

قال الراغب الأصفهاني رحمه الله: ((السجود: أصله التطامن والتذلّل، وجُعل ذلك عبارة عن التذلّل لله وعبادته.

وهو عام في الإنسان، والحيوان، والجمادات، وذلك ضربان:

سجود باختيار، وليس ذلك إلا للإنسان، وبه يستحق الثواب.

وسجود تسخير وهو: للإنسان، والحيوان، والنبات)) (٢).

وسجود التسخير يعم كل شيء {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} (٣).

وغير ذلك من فهم وتدبر معاني أفعال الصلاة: كالجلوس بين السجدتين، والجلوس في التشهد واضعاً يديه على ركبتيه، كل ذلك يدل على الخضوع والتذلل لله تعالى.

السبب السابع والأربعون: فهم وتدبُّر معاني أقوال الصلاة:

لا شك أن من تدبَّر معاني أقوال الصلاة خشع قلبه في صلاته، ومن ذلك على سبيل الاختصار تدبر المعاني الآتية:

أولاً: فهم وتدبّر معنى تكبيرة الإحرام: الله أكبر:

((الله أكبر)) أي: الله تعالى أكبر من كل شيء: في ذاته، وأسمائه، وصفاته، وحُذِف المفضل عليه ليتناول اللفظ كل شيء، فتكبيره سبحانه جامع لإثبات كل كمال له، وتنزيهه عن كل نقص وعيب، وإفراده وتخصيصه بذلك، وتعظيمه وإجلاله.

وأكبر من أن يُذكر بغير المدح والتمجيد والثناء الحسن.


(١) انظر: الخشوع في الصلاة لابن رجب، ص٢٦.
(٢) مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني، ص٣٩٦.
(٣) سورة النحل، الآية: ٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>