للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حرَّم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)) (١).

وفي هذه الأحاديث جواز النافلة جماعة في غير التراويح في رمضان، ولكن لا يتخذ ذلك سنة دائمة وإنما في بعض الأحيان؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أكثر تطوعه منفرداً (٢).

ثامناً: أقسام صلاة التطوع:

صلاة التطوع أقسام، منها السنن الرواتب الدائمة، والوتر، وصلاة الضحى، ومنها ما تُسن له الجماعة، ومنها التطوع المطلق، والتطوع المقيَّد، ومنها ما هو مقيَّد بسبب، ومنها غير ذلك، وكلها يطلق عليها صلاة التطوع (٣).

وأقسام التطوع على النحو الآتي:

[القسم الأول: السنن الدائمة المستمرة وهي أنواع:]

النوع الأول: السنن الرواتب (٤) مع الفرائض، وهي على النحو الآتي:

١ - الرواتب المؤكدة مع الفرائض: اثنتا عشرة ركعة؛ لحديث أم حبيبة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بُنيَ له بيتٌ في الجنة)). وفي لفظ: ((ما من عبدٍ مسلمٍ يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير فريضة إلا بنى الله له

بيتاً في الجنة، أو بُني له بيتٌ في الجنة)) (٥). وجاء تفسيرها في سنن الترمذي من حديث أم حبيبة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من صلى


(١) متفق عليه: البخاري، كتاب التهجد، باب صلاة النوافل جماعة، برقم ١١٨٦، ومسلم، كتاب المساجد، باب الرخصة في التخلف عن الجماعة لعذر، برقم ٣٣.
(٢) انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، ٥/ ١٦٨، ونيل الأوطار للشوكاني، ٢/ ٢٧٥، والمغني لابن قدامة، ٢/ ٥٦٧، والشرح الممتع لابن عثيمين، ٤/ ٨٣.
(٣) انظر: الشرح الممتع على زاد المستنقع، للعلامة ابن عثيمين، ٤/ ٦.
(٤) الراتبة: أي الدائمة المستمرة، انظر: الشرح الممتع، ٤/ ٩٣.
(٥) مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب فضل السنن الرواتب قبل الفرائض وبعدهن وبيان عددهن، برقم ٧٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>