للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ب الخبر عن الرب تعالى بأحكام أسمائه وصفاته نحو قولك: الله - عز وجل - على كل شيء قدير، وهو أفرح بتوبة عبده من الفاقد لراحلته، وهو يسمع أصوات عباده، ويرى حركاتهم، ولا تخفى عليه خافية من أعمالهم، وهو أرحم بهم من أمهاتهم وآبائهم.

النوع الثاني: ذكر الأمر، والنهي، والحلال والحرام، وأحكامه فيعمل بالأمر ويترك النهي، ويُحرّمُ الحرامَ ويُحلُّ الحلالَ، وهو نوعان أيضاً:

أذكره بذلك إخباراً عنه بأنه أمر بكذا ونهى عن كذا، وأحب كذا، وسخط كذا، ورضي كذا.

ب ذكره عند أمره فيبادر إليه ويعمل به، وعند نهيه فيهرب منه ويتركه.

النوع الثالث: ذكر الآلاء والنعماء والإحسان، وهذا أيضاً من أجَلّ أنواع الذكر، فهذه خمسة أنواع.

وهي تكون ثلاثة أنواع أيضاً:

أ- ذكرٌ يتواطأ عليه القلب واللسان، وهو أعلاها.

ب- ذكرٌ بالقلب وحده، وهو في الدرجة الثانية.

ج- ذكرٌ باللسان المجرد، وهو في الدرجة الثالثة (١).

ومفهوم الذكر: هو التخلص من الغفلة والنسيان، والغفلة: هي تركٌ باختيار الإنسان، والنسيان تركٌ بغير اختياره.

والذكر على ثلاث درجات:

١ - الذكر الظاهر: ثناءً على الله تعالى كقول: ((سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر)).

أو ذكر دعاء: نحو: {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا


(١) مدارج السالكين لابن القيم، ٢/ ٤٣٠، و١/ ٢٣، والوابل الصيب لابن القيم، ص ١٧٨ - ١٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>