للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرواية على أن المراد بقوله: دخل في الصلاة أنه قام في مقامه للصلاة وتهيأ للإحرام بها، ويحتمل أنهما قضيتان وهو الأظهر)) (١). وقال القرطبي - رحمه الله -: ((وقد أشكل هذا الحديث على هذه الرواية على كثير من العلماء؛ ولذلك سلكوا فيه مسالك: فمنهم من ذهب إلى ترجيح الرواية الأولى (٢) ورأى أنها أصح وأشهر، ولم يعرج على هذه الرواية (٣). ومنهم من رأى أن كلتيهما صحيح، وأنه لا تعارض بينهما إذ يحتمل أنهما نازلتان في وقتين فيقتبس من كل واحدة منهما ما تضمنته من الأحكام)) (٤).

وعن عمرو بن ميمون قال: ((إني لقائم ما بيني وبين عمر - غداة أصيب - إلا عبد الله بن عباس، فما هو إلا أن كبر فسمعته يقول: قتلني أو أكلني الكلب حين طعنه، وتناول عمر عبد الرحمن بن عوف فقدمه فصلى بهم صلاة خفيفة)) (٥).

وعن أبي رزين قال: ((صلى عليٌّ - رضي الله عنه - ذات يوم فرعُف، فأخذ بيد رجل فقدمه ثم انصرف)) (٦).

وقال أحمد بن حنبل - رحمه الله -: ((إن استخلف الإمام فقد استخلف عمر وعليّ، وإن صلوا وحداناً فقد طُعن معاوية وصلى الناس وحداناً من حيث طعن أتموا صلاتهم)) (٧).

وسمعت شيخنا الإمام عبد العزيز بن عبد الله ابن باز - رحمه الله -


(١) شرح النووي على صحيح مسلم، ٥/ ١٠٧.
(٢) أي حديث أبي هريرة في الصحيحين.
(٣) أي حديث أبي بكرة في سنن أبي داود ومسند أحمد.
(٤) المفهم لِمَا أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي، ٢/ ٢٢٩.
(٥) البخاري، رقم ٣٧٠٠، وتقدم تخريجه في انتقال المأموم إماماً.
(٦) ذكره أبو البركات ابن تيمية في منتقى الأخبار، برقم ١٤٥٥،وعزاه إلى سعيد بن منصور في سننه.
(٧) ذكره المجد أبو البركات ابن تيمية في منتقى الأخبار، بعد الحديث رقم ١٤٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>