للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كبير فخزائن أبيه وأجداده كلها صارت إليه، فلما لم [يوزعها] (١) فهم منه السوء، وأسر إليه بعض الأمراء أن يهرب، فإنه يتهم فيه [السوء] (٢)، ويقال إن بني إبراهيم أوعدوا أمير كبير بمال على أنه يجلس بالإسكندرية، وهو أكبر القائمين [عليها] (٣)، فلما فهم ذلك تسحب هو وجماعته الرجال على بركات وبعض خيل وعدة يسيرة، فلما كان بوادي القبيبات (٤)، لقي الشريف بطاح الإبراهيمي، أكبر الساعين في أذاه عند أمير كبير بينبع ومكة، إلى أن قبض عليه ومعه إثنان أو ثلاثة أو أكثر، قتل هو وبعض الآخرين (٥)، ووجد معه أوراق بالحط على بركات ويحي ابن سبع، وبالوصية عليه ليولى بينبع، ثم توجهوا إلى الكرك أو قريبها، فوجد بها بعض عربانهم، فاعتقدوه وقبلوا يديه ورجليه، وأرادوا المسير معه كلهم فامتنع، فأخذ جملة من القواسة وتوجه إلى أن جاء بني عقبة، واستمر عندهم إلى أن جاء الحجاج فعارضهم وخافوا منه، وأهدى إليه أمير المحمل أنسباي (٦) سكرا وحلوى ووقعت الرسل بينهما


(١) وردت في الأصول "يزوجها"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) وردت في الأصول "السر"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٣) وردت في الأصول "عليه"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٤) وادي القبيبات: هو وادي القباب: وهو مترلة من منازل الحاج بين المنصرف وتيه بني إسرائيل، وهو كثير الرمل. القلقشندي: صبح الأعشى ١٤/ ٤٣١.
(٥) وهرب البقية أو تركوا، وظفر بما كان معهم من الخيل والأمتعة والهدايا والنقد، وارتفق به. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٦٧.
(٦) أنسباي بن ولي الدين أمير الركب الأول في حج سنة ٩٠٨ هـ، وعين أمير المحمل في حج سنة ٩٠٩ هـ، وهو أحد المقدمين. ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٤٩، ٥٨. الجزيري: درر الفرائد المنظمة، ص ٣٥٣ - ٣٥٤.