للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذه الصحيفة -قال: وصحيفة (معلقة) (١) في قراب سيفه- فقد كذب، فيها أسنان من الإبل وأشياء من الجراحات، وفيها قال النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة حرم ما بين عير إلى ثور (٢)؛ فمن أحدث فيها حدثًا أوآوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفًا ولا عدلاً، وذمة (٣) المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم (فمن أخفر (٤) مسلمًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) (٥) لا يُقبل منه (يوم القيامة) (٥) صرف ولا عدل) (٦) ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفًا ولا عدلًا".


(١) من صحيح مسلم.
(٢) أنكر بعض أكابر العلماء أن يكون ثور من جبال المدينة، وقالوا: إنما ثور جبل بمكة، وقال المحب الطبري في أحكامه: قد أخبرني الثقة العالم أبو محمد عبد السلام البصري أن حذاء أُحد عن يساره جانحاً إلى ورائه جبل صغير يقال له: ثور، وأخبر أنه تكرر سؤاله عنه لطوائف من العرب -أي العارفين بتلك الأرض وما فيها من الجبال- فكل أخبر أن ذلك الجبل اسمه ثور، وتواردوا على ذلك. قال: فعلمنا أن ذكر ثور في الحديث صحيح، وأن عدم علم أكابر العلماء به لعدم شهرته وعدم بحثهم عنه. قال: وهذه فائدة عظيمة. فتح الباري (٤/ ٩٩).
(٣) المراد بالذمة هنا الأمان، معناه أن أمان المسلمين للكافر صحيح، فإذا أمنه أحد المسلمين حرم على غيره التعرض له ما دام في أمان المسلمين، وللأمان شروط معروفة. شرح صحيح مسلم (٦/ ٧٩).
(٤) خفرت الرجل: أجرته وحفظته، وخفرته: إذا كنت له خفيراً، أي: حاميًا وكفيلاً، وأخفرت الرجل: إذا نقضت عهده وذمامه، والهمزة فيه للإزالة، أي: أزلت خفارته. النهاية (٢/ ٥٢ - ٥٣).
(٥) من صحيح مسلم.
(٦) وقعت هذه العبارة في صحيح مسلم (٢/ ٩٩٩ رقم ١٣٧٠/ ٤٦٨) في رواية تالية للرواية التي ذُكرت في "الأصل" هنا، فكأن المؤلف -رحمه الله- جمعهما في سياق واحدٍ، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>