للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أن يقتلونا أجمعين ثم ينتفلون (أجمعين) (١). قال: أفتستحقون الدية بأيمان خمسين منكم؟ قالوا: ما كنا لنحلف. فواده من عنده".

(قال الحافظ أبو عبد الله -رحمه الله-) (٢): وقد كانت هذيل خلعوا حليفًا (٣) لهم في الجاهلية، فطرق أهل بيت من اليمن بالبطحاء، فانتبه له (٤) رجل منهم، فحذفه بالسيف فقتله، فجاءت هذيل فأخذوا اليماني، فرفعوه إلى عمر بالموسم، فقالوا: قتل صاحبنا قد (خلعوه) (٥)، فقال: يقسم خمسون من هذيل ما (خلعوه) (٥). قال: فأقسم منهم تسعة وأربعون رجلاً، وقدم رجل منهم من الشام فسألوه أن يقسم، (فافتدى) (٦) يمينه منهم بألف درهم، فأدخلوا مكانه رجلاً آخر، فدفعوه إلى أخي المقتول، فقرنت يده بيده، قال: فانطلقا والخمسون الذين أقسيوا حتى إذا كانوا بنخلة (٧) أخذتهم السماء، فدخلوا في غار في الجبل،


(١) ليست في صحيح البخاري.
(٢) كذا في "الأصل" جعله من كلام المؤلف -رحمه الله- وإنما الذي في صحيح البخاري: "قلت" قال ابن حجر: وهي قصة موصولة بالسند المذكور إلى أبي قلابة. فتح الباري (١٢/ ٢٥١).
(٣) كانت العرب يتعاهدون ويتعاقدون على النصرة والإعانة وأن يُؤخذ كل منهم بالآخر، فإذا أْرادوا أن يتبرءوا من إنسان قد حالفوه أظهروا ذلك إلى الناس، وسموا ذلك الفعل خَلْعًا، والمتبرأ منه خليعًا: أي مخلوعًا، فلا يُؤخذون بجنايته ولا يؤخذ بجنايتهم، فكأنهم قد خلعوا اليمين التي كانوا قد لبسوها معه، وسموه خَلْغا وخليعًا مجازًا واتساعًا. النهاية (٢/ ٦٤ - ٦٥).
(٤) قال القاضي عياض: "فانتبه له رجل منهم فحذفه بالسيف" كذا للجرجاني وعند المروزي وكافة الرواة "فانتهب" بتقديم الهاء، وهو وهم. مشارق الأنوار (٢/ ٣).
(٥) تشبه أن تكون في "الأصل": طعنوه. والمثبت من صحيح البخاري.
(٦) في "الأصل": فافتدوا. والمثبت من صحيح البخاري.
(٧) بلفظ واحدة النخيل، وهو موضع على ليلة من مكة. قاله ابن حجر في الفتح (١٢/ ٢٥٢) وانظر معجم البلدان (٥/ ٣٢٠ - ٣٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>