والمراد بالإيمان هنا الصلاة وقد أخرج الطبري عن إسماعيل بن موسى قال أخبرنا شريك، عن أبي إسحاق، عن البراء في قول الله عز وجل (وما كان الله ليضيع إيمانكم) قال: صلاتكم نحو بيت المقدس.
وأخرجه من طريق أبي أحمد الزبيري عن شريك به نحوه. وفي إسناده شريك وهو ابن عبد الله النخعي: صدوق يخطئ كثيراً وتغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة ت ١٧٧هـ. وأخرجه أحمد (انظر مسائل الخلال ل ١١٢ب) . وابن أبي حاتم من طريق شريك به. ورواية ابن أبي حاتم مقرونا مع حديج إلا أن حديج وهو ابن معاوية صدوق يخطئ وبما أن الحديث المتفق عليه السابق شاهد لحديث البراء، فالإسناد حسن.
وأخرج ابن أبي حاتم بإسناده الحسن عن ابن إسحاق ... عن ابن عباس (وما كان الله ليضيع إيمانكم بالقبلة الأولى وتصديقكم نبيكم واتباعه إلى القبلة الأخرى أي: ليعطينكم أجرهما جميعا.
قوله تعالى (إن الله بالناس لرؤوف رحيم)
تقدم الكلام عن بيان الرحيم في سورة الفاتحة.
قوله تعالى (قد نرى تقلب وجهك في السماء ... ) الآية
أخرج البخاري بسنده عن أنس - رضي الله عنه - قال: لم يبق ممن صلى القبلتين غيري.
(الصحيح ٨/١٧٣ رقم ٤٤٨٩- تفسير سورة البقرة، ب (قد نرى تقلب وجهك في السماء ... ) .
وأخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قال: لما هاجر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى المدينة، وكان (أكثر) أهلها اليهود، أمره الله أن يستقبل بيت المقدس. ففرحت اليهود. فاستقبلها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بضعة عشر شهرا، فكان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يحب قبلة إبراهيم عليه السلام، وكان يدعو وينظر إلى السماء فأنزل الله عز وجل (قد نرى تقلب وجهك في السماء) سورة البقرة الآية: ١٤٤- فارتاب من ذلك اليهود وقالوا:(ماولاهم عن
قبلتهم التي كانوا عليها) . فأنزل الله عز وجل (قل لله المشرق والمغرب) .
واللفظ للطبري. وأخرجه النحاس من طريق بكر بن سهل (الناسخ والمنسوخ ١/٥٨-٥٩) ، والبيهقي (السنن الكبرى ٢/١٢-١٣) من طريق عثمان بن سعيد الدارمي كلاهما عن عبد الله بن صالح به.