للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أَتُوْبُ إِلَيْكَ يَا رَحْمَنُ مِمَّا … جَنَيْتُ، فَقَدْ تَعَاظَمَتِ الذُّنُوبُ

وَأَمَّا مَنْ هَوَى لَيْلَى وَتَرْكِي … زِيَارَتَهَا فَإِنِّي لَا أَتُوْبُ

وَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: مَا فِيْكَ عَيْبٌ إِلَّا أنَّكَ حَنْبَلِيٌّ، فَأَنْشَدَ: (١)

وَعَيَّرَيي الوَاشُوْنَ أَنِّي أُحِبُّهَا … وَتلْكَ شِكَاةٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُهَا

ثُمَّ قَالَ: أهَذَا عَيْبِي، وَمَا (٢) عَيْبٌ فِي وَجْهٍ نُقِّطَ صَحْنُهُ بِالخَالِ؟ وَأَنْشَدَ (٣):

وَلَا عَيْبَ فِيْهِمْ غَيْرَ أَنَّ سُيُوفَهُمْ … بِهِنَّ فُلُوْلٌ مِنْ قِرَاعِ الكَتَائِبِ

وَكَتَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فِي رُقْعَةٍ: وَاللهِ مَا أَسْتَطِيعُ أَرَاكَ، فَقَالَ أَعْمَشٌ وَشَمْسٌ كَيْفَ يَرَاهَا؟ ثُمَّ قَالَ: إِذَا خَلَوْتَ فِي البَيْتِ غَرَسْتُ الدُّرَّ فِي أَرْضِ القَرَاطِيْسِ، وَإِذَا جَلَسْتَ لِلنَّاسِ دَفَعْتَ بِدِرْيَاقِ (٤) العِلْمِ سُمُوْمَ الهَوَى؛ أَحْمِيْكُمْ عَنْ


= فَأَمَّا مِنْ هَوَى لَيْلَى وَتَرْكِي … زِيَارَتهَا فَإِنِّي لَا أَتُوْبُ
فَكَيْفَ وَعِنْدَهَا قَلْبِيْ رَهِيْنٌ … أَتُوْبُ إِلَيْكَ مِنْهَا أَوْ أُنِيْبُ
وَفِي ذَيْلِ الأمَالِي (٩٢) نَسَبَهُ إِلَى نُمَيْرِ بنِ كُهَيْلٍ الأسَدِيِّ؛ لِذلِكَ رَوَاهُ:
*فَأَمَّا مِنْ هَوَى سُعْدَى وَتَرْكِي*
(١) البَيْتُ لأبِي ذُؤَيْب الهُذَلِيِّ فِي شَرْحِ أَشْعَارِ الهُذَلِيين (١/ ٧٠).
(٢) في (ط): "ولا .. ".
(٣) البَيْتُ للنَّابِغَةِ الدُّبْيانِيِّ في ديوانه (٦٠).
(٤) التِّرْيَاقُ: -بالكَسْرِ- دَوَاءُ السُّمُوْمِ، فَارِسِيٌّ، مُعَرَّبُ تِرْيَاك، أَو رُوْمِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَفِيْهِ لُغَاتٌ: الدِّريَاقُ، وَالطِّرْيَاقُ كَمَا في اللِّسان (تَرَقَ) وَ (طَرَقَ). يُرَاجَعُ: المُعَرَّبُ للجَوَالِيْقِيِّ (١٩٠)، وقَصْدُ السَّبِيْلِ للمُحِبِّي (١/ ٣٣٥). وَ"التِّرْيَاقُ" أَيْضًا مِنْ أَسْمَاءِ الخَمْرِ، ذَكَرَ ذلِك ابنُ دِحْيَةَ في "تَنْبِيْهِ البَصَائِرِ إِلَى أَسْمَاءِ أَمِّ الكَبَائِر" وَالفَيْروزاباديُّ في "الجَلِيْس الأنِيْسِ في أَسْمَاء الخَنْدَرِيْسِ" وَغَيْرُهُمَا مِمَّن جَمَعَ أَسْمَاءَ الخَمْرِ.