لِذلِكَ فَاللهُ تَعَالَى يَتَغَمَّدُهُ بِرَحْمَتِهِ وَيَنْفَعُنَا بِبَرَكَاتِهِ وَبَرَكَاتِ عُلُوْمِهِ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ. كَتَبَهُ أَفْقَرُ عِبَادِ اللهِ إِلَى مَغْفِرَتِهِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أبي بَكْرِ بنِ خَالِدٍ السَّعْدِيُّ الحَنْبَلِيُّ عَفَا الله عَنْهُم".
ومُحَمَّدٌ السَّعْدِيُّ (ت: ٩٠٠ هـ) هَذَا عَالِمٌ، مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ الحَنَابِلَةِ، صَاحِبُ "الجَوْهَرِ المُحَصَّلِ فِي مَنَاقِبِ الإِمَامِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ" (مَطبُوعٌ) وَهُوَ شَيْخُ العُلَيْمِيِّ صَاحِبِ "المَنْهَجِ الأَحْمَدَ" خَتَمَ بِهِ كِتَابَهُ المَذْكُوْرَ.
وفي هَامِشِ آخِرُ وَرَقَةٍ مِنَ النُّسْخَةِ مُطَالَعَةٍ نَصُّهَا: "نَظَرَ فيه، دَاعِيًا لِمَالِكِهِ العَبْدِ الفَقِيْرِ المُسْتَمِدُّ مِنَ اللهِ الغُفْرَان خَيْرًا مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ بن شَعْبَانَ بنِ مَرادخَانَ. حَشَرَهُ اللهُ تَعَالَى في زُمْرَةِ أَوْلِيَائهِ، وأَدْخَلَهُ دَارَ الرِّضْوَانِ" مَكْتُوْبَةٌ بِخَطٍّ فَارِسِيٍّ دَقِيْقٍ جَمِيْلٍ. ويظهر في هَوَامِشِ الكِتَابِ مِنْ تَصْحِيْحَاتِهِ وتَعْلِيْقَاتِهِ.
وَهَذِهِ النُّسْخَةُ أَجْوَدُ النُّسَخِ عَلَى الإطْلَاقِ حَتَّى الآنَ، فَهِيَ تَامَّةٌ مُتْقَنَةُ الخَطِّ قَرَأَهَا وَصَحَّحَهَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحمن الأَنْصَارِيُّ الحَنْبَلِيُّ وَهُوَ بِكُلِّ تَأْكِيْدٍ عَالِمٌ فَاضِلٌ بِدَلِيْلِ إتْقَانِ خَطِّه وَجَوْدَةِ ضَبْطِهِ، وَلَمْ أَقِفْ عَلَى أَخْبَارِهِ، ومُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ المَذْكُوْرِ وَقُوْبِلَتْ مَرَّتَيْنِ إِحْدَاهُمَا عَلَى نُسْخَةِ المُؤَلِّفِ وَتَصْحِيْحَاتُ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبي بَكْرٍ السَّعْدِيِّ ظَاهِرَةٌ وَاضِحَةٌ في هَوَامِشِ الكتاب.
وَكُلُّ نُسْخَةٍ مِنْ هَذِهِ النُّسَخِ - مَا عَدَا نُسْخَةِ (هـ) - تَصْلُحُ أَنْ تَكُوْنَ أَصْلًا يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ. لكِنَّنِي رَأَيْتُ الجَمْعَ بَيْنَ هَذِهِ النُّسَخٍ دُوْنَ اعْتِمَادِ أَصْلٍ لأنَّهَا تَسَاوَتْ في الجَوْدَةِ وَاسْتَبْعَدْتُّ النُّسَخَ المُحَرَّفَةَ؛ لِذلِكَ قَلَّتْ فِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute