للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَسَمِعْتُ الحَافِظَ أَبَا مُوْسَى يَقُوْلُ: قَالَتْ لِي وَالِدَتِي: قَدَّمْنَا يَوْمًا لِوَالِدِكَ طَبِيْخًا مِنْ طَبِيْخِ فُلَانٍ لِرَجُلٍ سَمَّاهُ لِي، وَكَانَ الحَافِظُ لَا يَشْتَهِي أَنْ يَأْكُلَ مِنْ طَعَامِهِ، فَأَخَذَ لُقْمَةً وَرَفَعَهَا إِلَى فِيْهِ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهِ وَقَالَ: هَذَا مِنْ طَبِيْخِ فُلَانٍ، ارْفَعُوهُ، وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ شَيْئًا.

قَالَ الضِّيَاءُ: فَسَأَلْتُ خَالَتِي رَابِعَةَ بِنْتَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ -امْرَأَةَ الحَافِظِ- بَعْدَ ذلِكَ عَنْ هَذِهِ الحِكَايَةِ فَحَدَّثَنِي بِهَا.

قَالَ: وسَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الجَبَّارِ المَقْدِسِيَّ قَالَ: كُنْتُ يَوْمًا عنْدَ الحَافِظِ بِـ"القَاهِرَةِ" فَدَخَلَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَخْرَجَ دِيْنَارَيْنِ فَدَفَعَهُمَا إِلَيْهِ، فَدَفَعَهُمَا الحَافِظُ إِلَيَّ، وَقَالَ: مَا كَانَ قَلْبِي يَطِيْبُ بِهِمَا، فَسَأَلْتُ الرَّجُلَ أَيْشٍ شُغْلُكَ؟ فَقَالَ: أَنَا أَكتُبُ علَى النُّطْرُوْنِ، وَالنُّطْرُونُ بِـ"مِصْرَ" مَاءٌ يُجَمَّدُ مِثْلُ المِلْحِ (١) وَعَلَيْهِ ضَمَانٌ.

وَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ -وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا- قَالَ: كُنْتُ مَرَّةً قَدْ تَخَرَّقَتْ (٢) ثِيَابِي، فَجِئْتُ يَوْمًا بِـ"دِمَشْقَ" لِلْحَافِظِ (٣)، فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي لَكَ حَاجَةٌ أَحْمِلُهَا إِلَى الجَبَلِ؟ قَالَ: نَعَمْ، خُذْ مَعَكَ هَذَا الثَّوْبَ، فَحَمَلْتُهُ إِلَى الجَبَلِ، فَلَمَّا صَعَدْتُ، جِئْتُ بِالثَّوْبِ إِلَيْهِ، فَقَالَ: اقْعُدْ فَصِّلْ لَكَ ثَوْبَيْنِ وَسَرَاوِيْلَ، فَفَصَّلْتُ ثَوْبَيْنِ وَسَرَاوِيْلَ، وَفَضلَتْ فَضْلَةٌ فَأَخَذَهَا.


(١) لَمْ أَجد لَهُ ذِكْرًا فِي مَعَاجِمِ اللُّغَةِ وَلا فِي كُتُب المُعرَّبَاتِ لَا فِي "نطر" ولا "نظر"؟!
(٢) في (طَ): "تَحَرَّقَتْ".
(٣) في (ط): "للحافظ".