للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لَمْ يَفْتَرِقْ بِكُمَا حَالٌ، فَمَوْتُكُمَا … فِي الشَّهْرِ وَاليَوْمِ هَذَا الفَخْرُ وَالحَسَبُ

أَحْيَيْتَ سُنَّتَهُ مِنْ بَعْدِ مَا دُفِنَتْ … وَشِدَّتَهَا وَقَدِ انْهَدَّتْ لَهَا رُتَبُ

وَصُنْتَهَا عَنْ أَبَاطِيْلِ الرُّوَاةِ لَهَا … حَتَّى اسْتَنَارَتْ فَلَا شَكٌّ وَلَا رِيَبُ

مَا زِلْتَ تَمْنَحُهَا أَهْلًا وَتَمْنَعَهَا … مَنْ كَانَ يُلْهِيْهِ عَنْهَا الثَّغْرُ وَالشَّنَبُ

قَوْمٌ بِأَسْمَاعِهِمْ عَنْ سمْعِهَا صَمَمٌ … وَفِي قُلُوبِهِمُ مِنْ حِفْظِهَا قُضُبُ

تَنُوبُ عَنْ جَمْعِهَا مِنْهُمْ عَمَائِمُهُمْ … أَيْضًا وَيُغْنِيْهُمُ عَنْ دَرْسِهَا اللَّقَبُ

يَا شَامِتِيْنَ وَفِيْنَا مَا يَسُوْؤُهُمْ … مْسْتَبْشِرِيْنَ وَهَذَا الدَّهْرُ مُحْتَسِبُ

لَيْسَ الفَنَاءُ بِمَقْصُوْرٍ عَلَى سَبَبٍ … وَلَا البَقَاءُ بِمَمْدُوْدٍ لَهُ سَبَبُ

مَا مَاتَ مَنْ عِزُّ دِيْنِ اللّهِ يَعْقِبُهُ … وَإِنَّمَا المَيْتُ مِنْكُمْ مَنْ لَهُ عَقِبُ

وَلَا تَقَوَّضَ بَيْتٌ كَانَ يَعْمِدُهُ … مِثْلُ العِمَادِ وَلَا أَوْدَى لَهُ طُنُبُ

عَلَا العُلَى بِجَمَالِ الدِّيْنِ بَعْدَكُمَا … تُحْيِي العُلُوْمَ بِمُحْييْ الدِّيْنِ وَالقُرَبُ

وَتَسبِقُ الخَيْلَ تَالِيْهَا وَإِنْ بَعُدَتْ … وَغَايَةَ السَّبْقِ لَا تَعْيَى لَهُ النُّجُبُ

مِثْلُ الدَّرَارِي السَّوَارِي شَيْخُنَا أَبَدًا … نَجْمٌ يَغُوْرُ وَيَبْقَى بَعْدَهُ شُهُبُ

مِنْ مَعْشِرٍ هَجَرُوا الأوْطَانَ وَانْتَهَكُوا … حُمْرَ الخُطُوْبِ وَأَبْكَارَ العُلَى خَطَبُوا

شُمُّ العَرَانِيْنَ مُلْحٌ لَوْ سَأَلتَهُمُ … بَذْلَ النُّفُوْسِ لَمَا هَابُوا بأَنْ يَهَبُوا

بِيْضٌ مَفَارِقُهُمْ، سُوْدٌ عَوَاتِقُهُمْ … يَمْشِي مُسَابِقُهُمْ مِنْ حَظِّهِ التَّعَبُ

نُوْرٌ إِذَا سَألُوا نَارٌ إِذَا حَمَلُوا … سُحْبٌ إِذَا نَزَلُوا أُسْدٌ إِذَا رَكِبُوا

المَوْقِدُوْنَ وَنَارُ الحَرْبِ خَامِدَةٌ … وَالمُقَدِمُوْنَ وَنَارُ الحَرْبِ تَلْتَهِبُ

هَذَا الفَخَارُ فَإِنْ تَجْزَعْ فَلَا جَزَعٌ … عَلَى المُحِبِّ وَإِنْ تَصْبِرْ فَلَا عَجَبُ