للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الشَّيْخُ شَرَفُ الدِّيْنِ، أَبُو الحَسَنِ.

وُلِدَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِيْنَ وَخَمْسِمَائَةَ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الفَرَجِ بْنِ كُلَيْبٍ وَغَيْرِهِ، وَحَدَّثَ، وَكَانَ فَقِيْهًا، فَاضِلًا، ثِقَةً، عَالِمًا، دَيِّنًا، جَمَعَ اللهُ لَهُ بَيْنَ حُسْنِ الخَلْقِ وَالخُلُقِ وَالدِّيْنِ، وَالأَمَانَةِ وَالمُرُوْءَةِ، وَقَضَاءِ حَوَائِجِ الإِخْوَانِ، وَالكَرَمِ، وَالإِحْسَانِ لِلْضُّعَفَاءِ وَالمَرْضَى، وَقَضَاءِ حَوَائِجِهِمْ، وَالتَّهَجُّدِ، وَكَانَ يَقُوْلُ الحَقَّ وَلَا يُحَابِي أَحَدًا.

تُوُفِّيَ لَيْلَةَ رَابِعَ عَشْرَ ذِي القَعْدَةَ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَسِتِّمَائَةَ، وَدُفِنَ مِنَ الغَدِ، بِـ "سَفْحِ قَاسِيُوْنَ" وَرُئِيَتْ لَهُ مَنَامَاتٌ حَسَنَةٌ جِدًّا، وَرَثَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ.

وَلَمَّا تُوُفِّيَ هَؤُلَاءِ، الثَّلَاثَةُ الأَخْيَارُ المَقْدِسيُّوْنَ: المُحِبُّ، وَالعِزُّ، وَالشَّرَفُ فِي مُدَّةٍ مُتَقَارِبَةٍ رَثَاهُمْ شيْخُ الإِسْلَامِ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ بِقَوْلِهِ: (١)


= (٢/ ٣٧١). وَلَمْ يَذْكُرْ وَفَاتَهَا. وَمِنْ حَفِيْدَاتِهِ: فَاطِمَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ (ت: ٧٣٢ هـ) لَمْ يَذْكُرْهَا المُؤَلِّفُ، نَذْكُرُهَا فِي مَوْضِعَيْهَا مِنَ الِاسْتِدْرَاكِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، وَلَهُ أَحْفَادٌ غَيْرُ هَؤُلَاءِ.
(١) القَصِيْدَةُ فِي تَرْجَمَةِ (المُوَفَّقِ بْنِ قُدَامَةِ)، كَمَا أَنَّهَا فِي عُقُوْدِ الجُمَان (٣/ ١٦٥) (المَطبُوع)، وَهِيَ فِي تَاريخ الإسلام (١٣٤)، فِي تَرْجَمَةِ (شَرَفِ الدِّيْنِ) وَعَنِ المُؤَلِّفِ فِي المَنْهَجِ الأَحمَدَ. وَزَادَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي "تَارِيْخِ الإِسْلَامِ": وَقَالَ الصَّلَاحُ مُوْسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ:
عَزَّ العَزَاءُ وَبَانَ الصَّبْرُ وَالجَلَدُ … لَمَّا نَأَتْ دَارُ مَنْ تَهْوَى وَقَدْ بَعِدُوا
وَالعَيْنُ وَاللهِ هَذَا وَقْتُ عَبْرَتِهَا … فَإِنَّ أَحْبَابَهَا كَانُوا وَقَدْ فُقِدُوا
سَارُوا وَمَا وَدَّعُوْنِي يَوْمَ بَيْنِهِمُ … يَا لَيْتَهُمْ لِغَرَامِي بَعْدَهُمْ شَهِدُوا
أَبْكِيْهُمُ بِدُمُوْعٍ قَدْ بَخِلْتُ بِهَا … عَلَى سِوَاهُمْ فَقَدْ أَوْدَى بِيَ الكَمَدُ
قَالَ: وَمِنْهَا: =