للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سَلُوا فُؤَادِي هَلْ صَفَا … شِرْبُهُ مُذْ نَأَيْتُمْ عَنْهُ أَوْرَاقَا


= وَرِجَالُهُ أَهْلُ الزَّهَادَةِ وَالتُّقَى … وَهُمْ بِتَحْقِيْقِ المَنَاقِبِ أَجْدَرُ
وَقَفُوا نُفُوسُهُمْ عَلَيْهِ فَجِدُّهُمْ … لَا يَنْثَنِي وَدَوِيُّهُمْ لَا يَفْتُرُ
يَنْفُوْنَ عَنْهُ إفْكَ كُلِّ مُعَانِدٍ … بِدَلَائِلٍ مُتَلأْلِآتِ تُزْهِرُ
وَيَقُوْنَهُ شُبَهَ الشُّكُوْكِ بِجَهْدِهِمْ … فَيَظَلُّ بَعْدَ الشَّكِّ وَهُوَ مُشَهَّرُ
وَيُمَيِّزُوْنَ صَحِيْحَهُ وَسَقِيْمَهُ … بِمَقَالَةٍ تِبْيَانُهَا لا يَقْصُرُ
للهِ دَرُّهُمْ رِجَالًا مَا لَهُمْ … فِي هَذِهِ الدُّنْيَا مَبَانٍ تُعْمَرُ
فِي اللهِ مَحْيَاهُمْ وَفِيْهِ مَمَاتَهمْ … وَهُمْ علَى كَلَفِ المَشَقَّةِ صُبَّرُ
قَنِعُوا بِمُجْزِئُ قُوْتِهِمْ مِنْ دَارِهِمْ … وَرَضُوا بِأَطمَارِ رِثَاثٍ تَسْتُرُ
مَا ضَرَّهُمْ مَا فَاتَ مِنْ دُنْيَاهُمْ … فَلَذِيْذُ عَيْشِهِمُ الهَنِيءُ مُؤَخَّرُ
قَالَ ابْنُ الشَّعَّارِ: أَنْشَدَنَا القَاضِي الإِمَامُ، الكَامِلُ، زَيْنُ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَلْوَانَ الأَسَدِيُّ - رَحِمَهُ اللهُ - بَمَنْزِلِهِ المَعْمُوْرِ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ ثَانِي عَشَرَ رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبعٍ وَثَلَاثِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، قَالَ أَنْشَدَنِي عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ وَهْبَانَ لِنَفْسِهِ:
أَرَاكَ تَنْظُرُ قَوْلِي … فَتَزْدَرِيْنِي لأَجْلِهِ
وَقَدْ حَوَى لَوْذَعِيًّا … سَلَبْتَ مُحْسِنَ فَضْلِهِ
يَكْفِيْكَ فَضْلًا وَقَوْلًا … فِي عَقْدِ أَمْرٍ وَحَلِّهْ
إِمَّا بَلَوْتَ حُسَامًا … فَانْظُرْ إِلى حَدِّ نَصْلِهْ
وَلَا يَغُرَّنْكَ مِنْهُ … غِمْدٌ جَدِيدٌ لِصَقْلِهْ
بَلِ اخْتَبِرْ قُطُبَيْهِ … تُحِطْ بِكُنْهِ مَحَلِّهْ
وَأَوْلِهِ مِنْ شَفِيقٍ … حَمْدًا وَذَمًّا بِفِعْلِهْ
هَذَا هُوَ الرُّشدُ فَاسْلُكْ … مِنْهُ مَنَاهِجَ عَدْلِهِ
وَلَهُ مُقَطَّعَاتٌ أُخَرُ فِي "تَارِيخِ إِرْبِلَ".