للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قَالَ سِبْطُ ابنِ الجَوْزِيِّ: وَأَنْشَدَنِي المُوَفَّقُ لِنَفْسِهِ: (١)

أَبَعْدَ بَيَاضِ الشَّعْرِ أَعْمُرُ مَسْكِنًا … سِوَى القَبْرِ إِنِّي إِنْ فَعَلْتُ لأَحْمَقُ

يُخَبِّرُنِي شَيْبِي بِأَنِّيَ مَيِّتٌ … وَشِيْكًا وَيَنْعَانِي إِلَيَّ فَيَصْدُقُ

يُخَرَّقَ عُمْرِي كُلُّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ … فَهَلْ مُسْتَطِيْعٌ رَتْقَ (٢) مَا يَتَخَرَّقُ

كَأَنِّي بِجِسْمِي فَوْقَ نَعْشِي مُمَدَّدًا … فَمِنْ سَاكِتٍ أَوْ مُعَوِلٍ يَتَحَرَّقُ

إِذَا سَئَلُوا عَنِّي أَجَابُوا وَأَعْوَلُوا … وَأَدْمَعُهُمْ تَنْهَلُّ هَذَا المُوَفَّقُ

وَغُيِّبْتُ فِي صَدْعٍ مِنَ الأَرْضِ ضَيِّقٍ … وَأُوْدِعْتُ لَحْدًا فَوْقَهُ الصَّخْرُ مُطْبِقُ

وَيَحْثُو عَلَيَّ التُّرْبَ أَوْثَقُ صَاحِبٍ … وَيُسْلِمُنِي لِلْقَبْرِ مَنْ هُوَ مُشْفِقُ

فَيَا رَبِّ كُنْ لِيْ مُؤْنِسًا يَوْمَ وَحْشَتِي … فَإنِّي لِمَا أَنْزَلْتُهُ لَمُصَدَّقُ

وَمَا ضَرَّنِي إِنِّي إِلَى اللهِ صَائِرٌ … وَمَنْ هُوَ مِنْ أَهْلِي أَبَرُّ وَأَرْفَقُ

قَالَ أَبُو شَامَةَ: وَنَقَلْتُ مِنْ خَطِّهِ:

لَا تَجْلِسَنَّ بِبَابِ مَنْ … يَأْبَى عَلَيْكَ دُخُوْلَ دَارِهْ

وَيَقُوْلُ حَاجَاتِي إِلَيْـ … ــه يَعُوْقُهَا إِنْ لَمْ أُدَارِهْ


(١) الأَبْيَاتُ فِي "عُقُوْدِ الجُمَانِ لابْنِ الشَّعَّارِ (٣/ ١٦٤) … وَغَيْرِهِ وَفِيْهَا زِيَادَةٌ وَنَقْصُ أَبْيَاتٍ، وَاخْتِلَافُ أَلْفَاظٍ، فِي ذِكْرِهَا إِطَالَةٌ قَدْ لَا تُفِيْدُ كَثِيرًا، وَمِمَّا زَادَهُ مِنَ الأَبْيَاتِ:
وَشَالُوا سَرِيْرِي ثُمَّ سَارُوا فَأَسْرَعُوا … وَنُوْدِيَ أَنْ لَا تَعْجَلُوا وَتَرَفَّقُوا
مُقِرٌّ بِأَنِّي ذُوْ ذُنُوْبٍ كَثِيْرَةٍ … أَسِيْرُ الخَطَايَا بِالإِسَاءَةِ مُوْثَقُ
وَمَا لِي سِوَى مَعْرُوْفِ رَبِّي وَجُوْدِهِ … وَمَا لِيَ إِلَّا فَضْلَهُ مُتَعَلَّقُ
(٢) في (ط): "رفق"، وفي "عُقُوْدِ الجُمَانِ": "رَفْوَ" ويُرَشِّحُ مَا اخْتَرْنَاهُ قَوْلُ الآخَرِ:
* اتَّسَعَ الخَرْقُ عَلَى الرَّاتِقِ *