للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَقَالَ ابنُ خَيْرُوْن (١): مُقَدَّمُ (٢) أَهْلِ زَمَانِهِ شَرَفًا، وَعِلْمًا، وَزُهْدًا.

وَقَالَ ابنُ عَقِيْلٍ: كَانَ يَفُوْقُ الجَمَاعَةَ مِنْ [أَهْلِ] (٣) مَذْهَبِهِ وَغَيْرِهِمْ فِي عِلْمِ الفَرَائِضِ، وَكَانَ عِنْدَ الإِمَامِ - يَعْنِي الخَلِيْفَةَ - مُعَظَّمًا حَتَّى إنَّه وَصَّى (٤) عِنْدَ مَوْتِهِ بِأَنْ يُغَسِّلَهُ، تَبرُّكًا بِهِ، وَكَانَ حَوْلَ الخَلِيْفَةِ مَا لَوْ كَانَ غَيْرُهُ لأخَذَهُ، وَكَانَ ذلِكَ كفَايَةَ عُمُرِهِ فَوَاللهِ مَا الْتَفَتَ إِلَى شَيْءٍ مِنْهُ، بَلْ خَرَجَ وَنَسِيَ مَئْزَرَهُ حَتَّى حُمِلَ إِلَيْهِ. قَالَ: وَلَمْ يُشْهَدْ مِنْهُ أَنَّهُ شَرِبَ مَاءً فِي حَلْقَةٍ عَلَى شِدَّةِ الحَرِّ، وَلَا غَمَسَ يَدَهُ فِي طَعَامِ أَحَدٍ مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا.

قُلْتُ: وَللشَّرِيْفِ أَبِي جَعْفَرٍ تَصَانِيْفُ عِدَّةٌ، مِنْهَا "رُؤُوْسُ المَسَائِلِ" (٥) وَهِيَ مَشْهُوْرَةٌ، وَمِنْهَا "شَرْحُ المَذْهَبِ" وَصَلَ فِيْهِ إِلَى أَثْنَاءِ الصَّلَاةِ، وَسَلَكَ فِيْهِ مَسْلَكَ القَاضي فِي "الجَامِعِ الكَبِيْرِ" (٦). وَلَهُ "جُزْءٌ" في أَدَبِ الفِقْهِ، وَ"بَعْضُ فَضَائِلِ أَحْمَدَ وَتَرْجِيْحِ مَذْهَبِهِ".


(١) في (أ) و (ب) و (جـ): "ابنُ أَبي خَيْرُوْنَ" وَهُوَ الإمَامُ، العَالِمُ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ، أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنِ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ خَيْرُوْن البَغْدَادِيُّ (ت: ٤٨٨ هـ). يُرَاجَعُ: المُنْتَظَمُ (٩/ ٧٨)، وَسِيَرُ أَعْلَامِ النُّبَلَاءِ (١٩/ ١٠٥)، وَتَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ (٤/ ١٢٠٧)، وَالوَافِي بِالوَفَيَاتِ (٩/ ٣١٠)، وَشَذَرَاتُ الذَّهَبِ (٣/ ٣٨٣).
(٢) في (أ) و (ب): "تقدم".
(٣) عَنْ (ط) وَوُجُوْدُهَا ضَرُورِيٌّ.
(٤) في (أ) فقط: "أوصى" وأوصى وَوَصَّى مَعْنَاهُمَا وَاحِدٍ.
(٥) كِتَابُهُ هَذَا مَشْهُوْرٌ وَهُوَ مَوْجُوْدٌ، لَمْ يُطْبَعْ بَعْدُ حَتَّى سَنَةَ (١٤٢٣ هـ) وَهُوَ كِتَابٌ مُهِمٌّ مِنْ كُتُبِ المَذْهَبِ، لَكِن للكُتُبِ حُظُوْظٌ كَحُظُوْظِ الرِّجَالِ.
(٦) يَقْصُدُ بِهِ كِتَابَهُ "التَّعْلِيْقَةَ. . ." وَهُوَ مَشْهُوْرٌ تُوْجَدُ قِطَعٌ منه.