وَقالَ ابنُ الفُوَطِيِّ في مَجْمَعِ الآدَابِ (٥/ ٦٢٣): "كَانَ مِنَ الأُدَبَاءِ الأعْيَانِ، وَالفُضَلاءِ البُلَغَاءِ، أَرْبَابَ البَيَانِ الفُصَحَاءِ، حَفِظَ القُرْآن الكَرِيْم عَلَى وَالِدِهِ، وَقَرَأَ الأدَبَ عَلى مُحِبِّ الدِّيْنِ أَبِي البَقَاءِ العُكْبَرِيِّ، وَقَرَأَ عَلَى تَاج الدِّيْنِ بنِ البُرْفُطِيِّ، وسَمِعَ الحَدِيْثَ عَلَى شَيخِ الشُّيُوْخِ ضِيَاءِ الدِّيْنِ أَبِي أَحْمَدَ بنِ سُكَيْنَةَ. وَسَافَرَ إِلَى "المَوْصِلِ" وَقَرَأَ كِتَابَ "المَثَلِ السَّائِرِ" عَلَى مُصَنِّفِهِ ضِيَاءِ الدِّيْنِ بنِ الأثِيْرِ، ولَهُ رَسَائِلُ مُدَوَّنَةٌ، وَأَشْعَارٌ مُسْتَحْسَنَةٌ، وَهُوَ الَّذِي أَشْغَلَنِي فِي الأدَبِ، وَرَبَّانِي، وَكَانَ خَالَ وَالِدِي، وَحَفَّظَنِي "المَقَامَاتِ الحَرِيْرِيّةَ" وأَسْمَعَنِي بِقِرَاءَتِهِ "جَامِعَ التِّرمِذِيِّ" وَغَيْرَهُ … ".وَ (الفُوَطِيُّ): بِضَمِّ الفَاءِ، وَفَتْحِ الوَاوِ، وَفِي آخِرِهَا الطَّاءُ المِهْمَلةُ، كَذَا قَيَّدَهَا الحافِظُ السَّمْعَانِيُّ في الأنْسَابِ (٩/ ٣٤٦) وَقَالَ: "هَذِهِ النِّسْبَةُ إِلَى (الفُوَطِ) وَهِيَ جَمْعُ (فُوْطَةٍ) وَهِيَ نَوع مِنَ الثِّيَابِ … ".أَقُوْلُ -وَعَلَى اللهِ أعْتَمِدُ-: هَذَا عَلى القَوْلِ بِصِحَّةِ النِّسْبَةِ إِلَى الجَمْعِ … وَرَفَعَ ابنُ نَاصِرِ الدِّيْنِ نَسَبَ قَرِيْبِهِ عَبْدِ الرَّزاقِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الفُوَطِي إِلَى (شَيْبَانَ) وَجَعَلَهُ مِن نَسْلِ (مَعْنِ بنِ زَائِدَةَ) القَائِدِ المَشْهُوْرِ. وَلَا يَلْزَمُ منْ ذلِكَ أَنْ يَكُوْنَ صَاحِبُنَا عَبْدُ القَاهِرِ ابنُ الفُوَطِيِّ شَيْبَانِيًّا مِثْلَهُ؛ لأنَّ الفُوَطِيَّ هُوَ وَالِدُ عَبْدِ القَاهِرِ (مُحَمَّدُ بنُ عَلِي) هُوَ جَدُّ عَبْدِ الرَّزَّاقِ لأمِّهِ، وَمِنْهُ أَخَذَ النِّسْبَةَ (الفُوَطِيُّ)، كَمَا نَصَّ عَلَى ذلِكَ ابنُ نَاصِرِ الدِّيْنِ فِي "التَّوضِيْحِ" وَهُوَ صَرِيْحٌ فِي كَلَامِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ فِي "مَجْمَعِ الآدَابِ" حَيْثُ قَالَ: "وَكَانَ خَالَ وَالِدِي" وَيَجُوْزُ أَنْ يَكُوْنَ خَالَ وَالِدِهِ وَابْنَ عَمِّهِ أَيْضًا، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute