للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= إِلَّا مَنْ أَلِفَهُ، وَكَانَ أَصَمَّ لا يَكَادُ يَسْمَعُ شَيْئًا، فَقِيْهًا، حَنْبَلِى المَذْهَبِ، آيَةً مِنْ آيَاتِ اللهِ فِي كَثْرَةِ الحِفْظِ، وَحُضوْرِ الذِّكْرِ، وَحَشْرِ الأقْوَالِ فِيمَا يَجْرِي بِمَجْلِسِهِ الوَعْظِيِّ، أَوْ يُحَاضِرُ بِهِ فِي غَيْرِهِ، سَرِيْعَ الإنْشَاءِ، نَاظِمًا، نَاثِرًا مَعَ الإحْسَانِ فِي الطَّرِيْقتَيْنِ، جَيِّدَ الخَطِّ وَالكَتْبِ عَلَى كَبْرَتهِ، وَرَدَ "مُرَّاكِشَ" سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَكَانَ وَقْتَئِذٍ ابْنَ ثَمَانِيْنَ عَامًا وَلَمْ يَكُنْ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ مِنَ الشَّيْبِ إِلَّا شَعَرَاتٍ تُدْرَكُ بَالعَدِّ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ عَرَضَ -وَهُوَ ابْنُ عِشْرِيْنَ عامًا- عَلَى أَبِي الفَرَجِ بْنِ الجَوْزِيِّ كِتَابَهُ "المُنْتَخَبَ" عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ بِـ"بَغْدَادَ" وَفَصَلَ عَنْ "مُرَّاكِشَ" ذلكَ العَامِ عَائِدًا إِلَى المَشْرِقِ، وَاجْتَازَ بِـ"سَبْتَةَ" وَكَانَ قَدْ دَخَلَهَا أَوَّلَ ذلِكَ العَامِ وَاجْتَازَ مِنْهَا البَحْرَ إِلَى "الأنْدَلُسِ" مُطَوِّفًا عَلَى البِلادِ، يَعْقِدُ فِيْهَا مَجَالِسَ الوَعْظِ" وَقَالَ تِلْمِيْذُهُ أَبُو جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ الغَرْنَاطِيُّ فِي "صِلَةِ التكمِلَةِ": "نَبِيْلُ المَنْزَعِ فِي وَعْظِهِ" وَذَكَرَ لَهُ كِتَابًا فِي الوَعْظِ سَمَّاهُ "مِصْبَاحَ الوَاعِظِ" ذَكَرَ فِيْهِ مَنْ وَعَظَ مِنَ الصَّدْرِ الأوَّلِ، وَمَا يَنْبَغِي لِلْوَاعِظِ وَيَلْزَمُهُ إِلَى مَا يُلائِمُ هَذَا، مُخْتَصَرٌ جِدًّا. وَقَفْتُ عَلَى السُّفَيْرِ بِجُمْلَتِهِ بِاسْتِعَارَتهِ مِنْهُ".
وأَخبارهُ أَيْضا فِي: البِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ (١٣/ ٢١٦)، وَالنُّجُومِ الزَّاهِرَةِ (٧/ ٧١) وَالسُّلُوكِ (١/ ٢/ ٤٢١) وَدرةِ الأسْلاكِ (١/ ورقة: ٢١) وَالمِنْهَلِ الصَّافِي (٢/ ٣٦٩) وَالدَّلِيْلِ الشَّافِي (١/ ١١٩) وَالدَّارِسِ فِي تَارِيخِ المَدَارِسِ (٢/ ٨٦) وَالشَّذَرَاتِ (٥/ ٢٨٨) (٧/ ٤٩٨) وَلَهُ ذِكْر في مُعْجَمِ السَّمَاعَاتِ الدِّمَشْقِيّة (٢١٤).
يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّفِ -رَحِمَهُ اللهُ- فِي وَفَيَاتِ سَنَةِ (٦٥٦ هـ):
٦٤٥ - إسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ المُحْسِنِ بْنِ صَدَقَةَ، أَبُو أَيُّوبَ، البَصْرِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، التَّاجِرُ، كَذَا قَالَ الحَافِظُ الذهَبِيُّ فِي تَارِيخِ الإِسْلامِ (٢٣٠)، وَقَالَ: "رَاوِي "جُزْءِ ابْنِ نُجَيْدٍ" عَنِ المُؤَيِّدِ الطُّوْسِيِّ … وَحَدَّثَ سَنَةَ خَمسٍ، وَكَأَنَّهُ مَاتَ في سَنَةِ سِتٍّ" وَذَكَرَهُ الدِّمْيَاطِيُّ فِي مُعْجَمِهِ (١/ ورقَة ١٤٦) فَقَالَ: "إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ المُحْسِنِ بْنِ صَدَقَةَ بْنِ عَبْدِ المُحْسِنِ بْنِ عَبْدِ الوَهَّابِ، أَبو يَعْقُوبَ البَصْرِيُّ، التَّاجِرُ، الحَنْبَلِيُّ" فَزَادَ فِي نَسَبِهِ، وَكَنَّاهُ أَبَا يَعْقُوبَ،