(١) قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "وَحَدَّثَنِي ابنُ تَيْمِيَّةِ شَيْخُنَا، عَنْ نَاصِرِ الدِّيْنِ إِمَامِ "النَّاصِرِيَّةِ" أَنَّهُ كَانَ يَحْضُرُ في حَلْقَةِ ابنِ عَبْدِ الوَهَّابِ فَرَآهُ يَشْرَحُ "التَّائِيَّةِ" لابنِ الفَارِضِ، قَالَ: فَلَمَّا رُحْتُ أَخَذَنِي مَا قَدُمَ وَمَا حَدُثَ، وَانْحَرَجْتُ وَقُلْتُ: لأَنْكُرِنَّ غَدًا عَلَيْهِ وَأَحُطُّ عَلَى هَذَا الكَلَامِ. قَالَ: فَلمَّا حَضَرْتُ وَسَمِعْتُ الشَّرْحَ لذَّلِيْ وَحَلَا، فَلمَّا رُحْتُ فَكَّرْتُ فِي الكَلَامِ الَّذِي شَرَحَهُ، وَفِي الأبْيَاتِ، فثَارَتْ نَفْسِي، وَعَزَمْتُ عَلَى الإنْكَارِ، فَلمَّا حَضَرْتُ لَذَّ لِي أَيْضًا، وَاسْتَغْرَقَنِي، أَصَابَنِي ذلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، قُلْتُ: مَا أَمْلَحَ مَا مَثَّلَ بِهِ شَيْخُنَا إِبْرَاهِيْمُ الرَّقيُّ كَلَامَ ابنِ العَرَبِيِّ وَابْنِ الفَارضِ. قَالَ: مِثْلُهُ مِثْلُ عَسَلٍ أُذِيْفَ فيه سُمٌّ فَيَسْتَعْمِلَهُ الشَّخْصُ وَيَسْتَلِذَّ بِالعَسَلِ وَحَلَاوَتهِ، وَلَا يَشْعُرُ بالسُّمِّ، فَيَسْرِيَ فِيْهِ وَهُوَ =
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute