للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَهُوَ غَزِيْرُ الدَّمْعَةِ، رَقِيْقُ القَلْبِ جِدًّا، وَافِرُ الدِّيَانَةِ، كَثيْرَ العِبَادةِ، صَحِبَ الفُقَرَاءَ مُدَّةً، وَلَهُ فِيْهِمْ حُسْنُ ظَنٍّ وَكَانَ عِنْدَهُ مَعْرِفَةٌ بِالأدَبِ (١)، وَلهُ يَدٌ


= لَا يَشْعُرُ، وَلَا يَزَالُ حَتَّى يَمْتَلِكَهُ".
(١) أَنْشَدَ لَهُ الحَافِظُ الدِّمْيَاطِيُّ في "مُعْجَمِهِ":
أَرْجُ النَّسِيْمِ نَحْوَ كَاظِمَةٍ سَرَى … فَأَعَادَ مَيْتَ نَوَى الفَرِيْقِ وَأَنْشَرَا
وَتَضَوَّعَتْ نَفَحَاتُ رَيَّا عَرْفِهِ … سَحَرًا فَعَادَ الجَوُّ مِنْهُ مُعَطَّرَا
وَرَوَى أَحَادِيْثَ العُذَيْبِ وَبَانِهِ … فَأَهَاجَ نِيْرَانَ الغَرَامِ وَأَسْعَرَا
يَا رَاكِبًا لَبِسَ الظَّلَامَ مُيَمِّمُ الْـ … بَلَدِ الحَرَامِ بِبَازِلِ أَلِفَ السُّرَى
بِأَبِيْكَ عُجْ بِلِوَى الأُبَيْطحِ وَالنَّقَا … وانْظُرْ بِأَعْلَى الشِّعْبِ عَلَّكَ أَنْ تَرَى
نارًا بِأَعْلَامِ المُصَلَّى تَعْتَلِي … وَاحْذَرْ فَلَيْسَتْ تِلْكَ نِيْرَانَ القِرَى
فَلَكَمْ بِذَاكَ الشِّعْبِ صَبًّا دُوْنَهَا … ذَابَتْ حُشَاشَتُهُ أَسَى وَتَحَيُّرا
وَإِذَا أَتَيْتَ المَأْزَمَنِيْنِ وَضَارِجًا … وَمِنًى وَخَيْمَاتٍ رَأَيْتَ المَشْعَرَا
بَلِّغْ سَلَامَ أَخِي الغَرَامِ أُهَيْلَ هَا … تِيْكَ الخِيَامِ وَسَاكِنِي أُمِّ القُرَى
وَقُلِ الكَثِيْبِ وَإِنْ نَسِيْتُمْ عَهْدَهُ … وَقَطَعْتُمُوْهُ لَمْ يَزَلْ مُتَذَكِّرَا
وَعَلَى قَطِيْعَتِكُمْ وَطُوْلِ جَفَائِكُمْ … عَنْ صَفْوِ ذَاكَ الوُدِّ أَنْ يَتَغَيَّرَا
يَهْوَى إِذَا وَفَدَ الحَجِيْجُ إِلَى مِنًى … لِلنَّحْرِ أَوْ تَدْنُو الغَدَاةَ لتُنْحَرَا
مُذْ صَدَّ عَنْ عَرَفَاتَ دُوْنَ رِفَاقِهِ … قَدْ عَادَ مُبْيَضُّ المَدَامِعِ أَحْمَرَا
وَجَنَابُكُمْ مَأوَى الطَّرِيْدَةِ مَلْجَأُ الْـ … ــــجَانِي وَمَوْرِدُ بِرِّكُمْ رَحْبَ الذُّرَى
يَا هَادِيَ الضُّلَّالِ بَلْ يَا غَايَةَ الْـ … آمَال بَلْ مُنْتَهَى طَلَبِ الوَرَى
هَا عِنْدَكَ الجَانِي بِبَابِكَ وَاقِفٌ … يَرْجُو عَوَاطِفَكَ الَّتِي لَمْ تُحْصَرَا
وَأَنْشَدَنَا ابنُ عَبْدِ الوَهَّابِ أَيْضًا لِنَفْسِهِ: =