الأُصُولَ عَنِ السَّيْفِ الآمِدِيِّ، وَدَرَّسَ وَأَفْتَى، وَأَقْرَأَ العِلْمَ زَمَانًا طَوِيْلًا، وَانْتَفَعَ بِهِ النَّاسُ، وَانْتَهَتْ إِلَيْهِ رِئَاسَةُ المَذْهَبِ فِي عَصْرِهِ، بَلْ رِئَاسَةُ العِلْمِ فِي زَمَانِهِ. وَكَانَ مُعَظَّمًا عِنْدَ الخَاصِّ وَالعَامِّ، عَظِيْمَ الهَيْبَةِ لَدَى المُلُوْكِ وَغَيْرِهِمْ، كَثِيْرَ الفَضَائِلِ وَالمَحَاسِنِ، مَتِيْنَ الدِّيَانَةِ وَالوَرَعِ، وَقَدْ جَمَعَ المُحَدِّثُ إِسْمَاعِيْلُ ابْنُ الخَبَّازِ تَرْجَمَتَهُ وَأَخْبَارَهُ في مِائَةٍ وَخَمْسِيْنَ جُزْءًا، وَبَالَغَ، وَبَقِيَ كُلَّمَا أَثْنَى عَلَيْهِ بِنَعْتٍ مِنَ الفِقْهِ، أَوِ الزُّهْدِ، أَوِ التَّوَاضُعِ سَرَدَ مَا وَرَدَ فِي ذلِكَ بِأَسَانِيْدِهِ الطَّوِيْلَةِ الثَّقِيْلَةِ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى ذِكْرِ شُيُوْخِهِ، فَتَرْجَمَهُمْ، ثُمَّ إِلَى ذِكْرِ الإمَامِ أَحْمَدَ، فَأَوْرَدَ سِيْرَتَهُ وَمِحْنَتَهُ كُلَّهَا، كَمَا أَوْرَدَهَا ابْنُ الجَوْزِيِّ، ثُمَّ أَوْرَدَ السِّيْرَةَ النَّبَوِيَّةَ، لِكَوْنِهِ مِنْ أُمَّةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ، وَمَا رَأَيْتُ سِيْرَةَ عَالِمٍ أَطْوَلَ مِنْهَا أَبَدًا.
وَقَال الذَّهَبِيُّ فِي "مُعْجَمِ شُيُوْخِهِ"، فِي تَرْجَمَةِ الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ:
= وَقَدْ طُبعَ قَدِيْمًا فِي مَطْبَعَةِ المَنَارِ بِـ"مِصْرَ" سَنَةَ (١٣٤١ هـ) بِهَامِشِ "المُغْنِي" وَطُبعَ مُفْرَدًا، وَصُوِّرَ عِدَّةُ مَرَّاتٍ، كُلُّهَا بِعُنْوَانِ "الشَّرْحِ الكَبِيْرِ" وَهُوَ مَشْهُوْرٌ بِهَذِهِ التَّسْمِيَةِ عِنْدَ العُلَمَاءِ مُنْذُ طَبْعِهِ إِلَى اليَوْمِ. وَقَدْ جَمَعْتُ أَغْلَبَ نُسَخِهِ، وَصَوَّرْتُهَا وَأَوْدَعْتُهَا فِي مَكْتَبَةِ مَرْكَزِ البَحْثِ العِلْمِي وَإِحْيَاءِ التُّرَاثِ الإسْلَامِي بِجَامِعَةِ أُمِّ القُرَى؛ لِيَتَسَنَّى لِمَنْ أَرَادَ إِعَادَةَ تَحْقِيْقِهِ الوُقُوفَ عَلَيْهَا. وَحَصَلَ ذلِكَ فَجَمَعَهَا هِيَ وَغَيْرَهَا … الدُّكْتُور عَبْدُ اللّهِ بنُ عَبْدِ المُحْسِنِ التُّركِي، وَالدُّكْتُور عَبدُ الفَتَاح الحلو -رَحِمَهُ اللّهُ- وَنَشَرَاهُ فِي دَارِ هَجْرٍ بِـ"القَاهِرَة" سَنَةَ (١٤١٤ هـ) وَجَعَلَاهُ مَعَ أَصْلِهِ "المُقْنِعُ" وَمَعَهُمَا "الاِنْصَافُ" لِلْمَرْدَاوِيِّ، بِإِشَارَةٍ مِنْ شَيْخِنَا ابْنِ العَمِّ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بنِ صَالِحِ العُثَيْمِيْن -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- وَلَمْ يُرَاعِيَا المَنْهَجِ الصَّحِيْحِ فِي تَحْقِيقِ النُّصُوْصِ؟! نَظْرًا لِضَخَامَةِ العَمَلِ وَسُرْعَةِ إنْجَازِهِ؟!
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute