للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَلَهُ أَيْضًا رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى:

أَتتكَ مُقَدِّمَاتُ المَوْتِ تَسْعَى … وَقَلْبُكَ غَافِلٌ عَنْهَا وَسَاهِي

فَجِدَّ فَقَدْ دَنَتْ مِنْكَ المَنَايَا … وَدع عَنْكَ التَّشَاغُلَ بِالمَلَاهِي

فَلَا تَأْمَنْ لِمَكْرِ اللهِ وَاحْذَرْ … وَكُنْ مُتَقَاصِرًا عِنْدَ التَّنَاهِي

فَكَمْ مِمَّنْ يُسَاقُ إِلَى جَحِيْمٍ … صَحَائِفُهُ مُسَوَّدَةٌ كَمَا هِي

وَلَيْسَ كَمَنْ يُسَاقُ إِلَى نَعِيْمٍ .. . وَجَنَاتٍ مُزَخْرَفَةٍ زَوَاهِي

فَلَا تَظْنُنْ بِرَبِّكَ ظَنِّ سُوْءٍ … فَحُسْنُ الظَّنِّ جِدٌّ غَيْرُ وَاهِي

وَلَهُ:

أَتَاكَ المَوْتُ يَا وَلَدَ البُخَارِيْ … فَقَدِّمْ صَالِحًا وَاسْمَحْ وَدَارِي

وَأَيْقِنْ أَنَّ يَوْمَ البَعْثِ يَأْتِي … فَيُؤخَذَ بِالصِّغَارِ وَبِالكِبَارِ

كَأَنَّكَ فَوْقَ نَعْشِكَ مُسْتَقِرٌّ … وَتَحْمِلُكَ الرِّجَالُ إِلَى الصَّحَارِي

وَتُنْزَلُ مُفْرَدًا فِي قَعْرِ لَحْدٍ … وَيُحْثَى التُّرْبُ فَوْقَكَ بِالمَدَارِي

فَلَا وَالله مَا يَنْفَعْكَ شَيْءٌ … تَخَلَّفَ مِنْ مَتَاعٍ أَوْ عَقَارِ

بَلَى إِنْ كُنْتَ تترُكُهُ حَبِيْسًا … عَلَى الفُقَرَاءِ أَطْرَافَ النَّهَارِ

لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَعْفُوْ وَيَغْفِرْ (١) … لِمَا أَسْلَفْتَ يَا وَلَدَ البُخَارِي

سَمِعْنَا الكَثِيْرَ مِنْ خَلْقٍ مِنْ أَصْحَابِهِ.

وَتُوُفِّيَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- ضُحَى يَوْمِ الأرْبِعَاءِ ثَانِي شَهْرِ رَبِيع الآخِرِ سَنَةَ تِسْعِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. وَصُلِّيَ عَلَيْهِ وَقْتَ الظُّهْرِ بِـ"الجَامِعِ المُظَفَّرِيِّ"،


(١) الأصْل: "أَنْ يَعْفُوَ وَيَغْفِرَ" لكِنَّهُ جَزَمَهَا لإقَامَةِ الوَزْنِ.