(٢) أَقُوْلُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: لَكِنَّهُ نَقَلَ عَنْ ثِقَةٍ هُوَ أَبُو القَاسِم السَّمَرْقَنْدِيِّ، وَهُوَ أَحَدُ تَلَامِيْذِ ابنِ البَنَّاء، وَاسْمُهُ إسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ (ت: ٥٣٦ هـ). قَالَ الحَافِظُ ابنُ عَسَاكِرٍ: "كَانَ ثِقَةً، مُكْثِرًا، صَاحِبَ أُصُوْلٍ، دَلَّالًا في الكُتُبِ". وَقَالَ الحَافِظ السِّلَفِيُّ: "هُوَ ثِقَةٌ، لَهُ أُنْسٌ بِمَعْرِفَةِ الرِّجَالِ، وَكَانَ ثِقَةً، يَعْرِفُ الحَدِيْثَ، وَسَمِعَ الكُتُبَ، وَقَالَ الحَافِظُ السَّمْعَانِي: "قَرَأْتُ عَلَيْهِ الكُتُبَ الكِبَارَ وَالأَجْزَاءَ، وسَمِعْتُ أَبَا العَلَاءِ العَطَّارَ بِـ "هَمَذَانَ" يَقُوْلُ: مَا أَعْدِلُ بأَبي القَاسِمِ السَّمَرْقَنْدِيِّ أَحَدًا مِنْ شُيُوْخِ العِرَاقِ وَخُرَاسَان" فَإِذَا كَانَ عُدُوْلُ الحُفَّاظِ الكِبَارِ يُوَثِّقُوْنَهُ فيَجِبُ قَبُوْلُ قَوْلِهِ؛ لأَنَّ الأَخْبَارَ تُنْقَلُ رِوَايَةً، وَمَعَ هَذَا فَإِنَّ الحَافِظَ أَبَا القَاسِمِ السَّمَرْقَنْدِيَّ المَذْكُوْرَ كُتْبِيٌّ يَقَعُ عَلَى مَا لا يَقَعُ عليه غَيْرُهُ من نَوَادِرِهَا، "وكانَ يُخَالِطُ الكُبَرَاءَ بِسَبَبِ الكُتُبِ" "بَاعَ مَرَّةً صَحِيْحِي البُخارِي ومُسْلِمٍ في مُجَلَّدَةٍ لَطِيْفَةٍ بِخَطِّ الصُّوْرِيِّ. . ." فَهُوَ - مَعَ ثِقَتِهِ - عَلَى دِرَايَةٍ بِالكُتُبِ وَمَا كُتِبَ عَلَيْهَا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute