للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يُقْنَعُ بِمُجَرَّدِ قَوْلِهِ، وَلَا يُطَالَبُ بِخَطِّ مَنْ أَسْنَدَ عَنْهُ مِنْ شُيُوْخِهِ، وَكَتَبَهُ ابنُ القَوَّاسِ الحَنْبَلِيُّ. وَذَكَرَ مِثْلَ ذلِكَ عَنْ قَاضِي القُضَاةِ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ الدَّامَغَانِيِّ (١)، وَأَبي نَصْرِ بنِ الصَّبَّاغِ (٢)، وَأَبِي بَكْرٍ الشَّامِيِّ (٣) وَغَيْرِهِمْ.

وَذَكَرَ أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ المَسْأَلَةَ وَقَعَ مَرَّتَيْنِ فِيْمَا تَقَدَّمَ، وَأَنَّ الفُقَهَاءَ وَالمُحَدِّثِيْنَ اتَّفَقُوا عَلَى السَّمَاعِ بِذلِكَ، مِنْهُمْ الحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الصُّوْرِيُّ (٤) قَالَ:


(١) سبَقَ ذِكْرُهُ.
(٢) أبُو نَصْرِ بنُ الصَّباغِ عَبْدُ السَّيِّدُ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: ٤٧٧ هـ) شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ فِي وَقْتِهِ، مُؤَلِّفُ كِتَابَ "الشَّامِل" قَالَ الحَافِظُ السَّمْعَانِيُّ: "كَانَ أَبُو نَصْرٍ يُضَاهِي أبَا إِسْحَق الشِّيْرَازِيَّ، وَكَانُوا يَقُوْلُوْنَ: هُوَ أَعْرَفُ بِالمَذْهَبِ مِنْ أَبِي إِسْحَقَ. أَخْبَارُهُ فِي: المُنْتَظَمِ (٩/ ١٢)، وَطَبَقَاتِ الشَّافِعِيَّةِ للسُّبْكِيِّ (٥/ ١٢٢)، وَسِيَرِ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (١٨/ ٤٦٤)، وَشَذَرَاتِ الذَّهَبِ (٣/ ٣٥٥).
(٣) أَبُو بَكْرٍ الشَّامِيُّ مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ الحَمَوِيُّ الشَّافِعِيُّ الزَّاهِدُ (ت: ٤٨٨ هـ). قَالَ السَّمْعَانيُّ: "هُوَ أَحَدُ المُتْقِنِينَ لِلْمَذْهَب، وَلَهُ اطِّلاعٌ عَلَى أَسْرَارِ الفِقْهِ … وَلِيَ قَضَاءَ القُضَاةِ بَعْد أَبي عَبْدِ الله الدَّامَغَانِيِّ". أَخْبَارُهُ في: المُنْتَظَمِ (٩/ ٩٤)، وَطَبَقَاتِ الشَّافِعِيَّةِ لِلْسُبْكِيِّ (٤/ ٢٠٤)، وَسِيَرِ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (١٩/ ٨٥)، وَالشَّذَرَاتِ (٣/ ٣٩١).
(٤) الصُّوْرِيُّ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ الصُّوْرِيُّ الشَّامِيُّ الحَافِظُ (ت: ٤٤١ هـ)، قَالَ الحَافظُ الخَطِيْبُ: "كَانَ مِنْ أَحْرَصِ النَّاسِ عَلَى الحَدِيْثِ، وَأَكْثَرِهِمْ كَتْبًا لَهُ، وَأَحْسَنِهِمْ مَعْرِفَةً بِهِ، لَمْ يُقْدِمْ عَلَيْنَا مِنَ الغُرَبَاءِ الَّذيْن لَقَيْتُهُم أَفْهَمَ مِنْهُ، كَانَ دَقِيْق الخَطِّ، صَحِيْحَ النَّقْلِ". وَنَقَلَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ عن الحَافظُ السِّلَفِيِّ قَوْلَهُ: كَتَبَ الصُّورِيُّ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" فِي سَبْعَةِ أَطْبَاقٍ مِنَ الوَرَقِ البَغْدَادِيِّ. وَلَمْ يَكُنْ لَهُ سِوَى عَيْنٍ وَاحِدَةٍ .. ". أَخْبَارُهُ في: تَارِيْخِ بَغْدَادَ (٣/ ١٠٣)، وَالإِكْمَالِ (٤/ ٤٩)، وَمُعْجَمِ الأُدَبَاءِ (١/ ٢٤٩)، وَالأَنْسَابِ =