للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَإِنِّي لَمُشْتَاقٌ إِلَيْهِ فَدُلَّنِي … فَفِي النَّفْسِ حَاجَاتٌ إِلَيْهِ تُسَرِّعُ

فَأَوْمَى إِلَيْهِ فَالْتَفَتُّ إِذَا بِهِ … عَلَى سُدَّةٍ مِنْ وَجْهِهِ النُّوْرُ يَسْطَعُ

وَمِنْ سُنْدُسٍ أَثْوَابُهُ فِي اخْضِرَارِهَا … عَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ بِدُرٍّ مُرَصَّعُ

وَمَنْ حَوْلِهِ وُلْدٌ صِبَاحٌ وَغِلْمَةٌ … تُوَاصِلُ بِالكَاسَاتِ قَوْمًا وَتَقْطَعُ

أَشَارَ بِأَطْرَافِ البَنَانِ تَعَطُّفًا … أَنِ اقْرُبْ فَقُلْ مَا شِئْتَهُ مِنْكَ نَسْمَعُ

فَأَوْمَى أَنِ اجْلِسْ فَامْتَنَعْتُ مَهَابَةً … وَدَاخَلَنِي رُعْبٌ وَعَيْنَايَ تَدْمَعُ

فَقُلْتُ لَهُ يَا أَزْهَدَ النَّاسِ كُلِّهِمْ … عَلَيْكَ اعْتِمَادِيْ دُلَّنِي كَيْفَ أَصْنَعُ

طُبِعْتُ عَلَى أَشْيَاءَ هُنَّ ثَلَاثَةٌ … وَكُلٌّ عَلَى مَا قَدَّرَ اللهُ يُطْبَعُ

فَمِنْهَا إِذَا غُمَّ الهِلَالُ لِلَيْلَةٍ … صَبِيْحَتُهَا عَشْرٌ وَعِشْرُوْنَ تَتْبَعُ

أَصُوْمُ كَمَا قَالَ الإِمَامُ ابنُ حَنْبَلٍ … فَلَلصَّوْمِ خَيْرٌ مِنْ سِوَاهُ وَأَنْفَعُ

وَعِنْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ لَسْتُ بِقَانِتٍ … وَعِنْدَ نِدَائِي عَادَتِي لَا أُرَجِّعُ

وَلَكِنْ إِذَا مَا قُمْتُ للهِ طَائِعًا … أُبَسْمِلُ جَهْرًا فِي الصَّلَاةِ وَأَخْضَعُ

فَقَالَ بِصَوْتٍ جَهْوَرِيٍّ (١) سَمِعْتُهُ … صِحَابُ رَسُوْلِ اللهِ أَتْقَى وَأَخْشَعُ

وَأَكْثَرُهُمْ لَمْ يَجْهَرُوا بِقِرَاتِهَا … وَهُمْ قُدْوَةٌ فِي الدِّيْنِ أَيْضًا وَمَفْزَعُ

وَأَنْ تَعْتَقِدْ مَا شِئْتَ مِنْ أَيِّ مَذْهَبٍ … بِهِ اللهُ يَرْضَى وَالنَّبِيُّ المُشَفَّعُ

وَلَا تَكُ فِيْهِ مَعْمَعِيًّا كَلَاعِبٍ … يَدِيْنُ بِمَا يَهْوَى وَلِلغُرْمِ (٢) يَدْفَعُ

فَقُلْتُ لَهُ فِي النَّفْسِ شَيْءٌ أَقُوْلُهُ … أَنَا فِي صِفَاتِ الحَقِّ أَيْضًا مُتَعْتِعُ


(١) في (أ) و (ب): "جوهري" تحريفٌ.
(٢) في (أ) و (ب): "وللعزم".