للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وَنَقَلَ ابْنُ قَاضِي شُهْبَةَ نَصًّا آخَرَ لَمْ يَرِدْ فِي المَطْبُوعِ مِنَ "المُعْجَمِ المُخْتَصِّ" وَابْنُ قَاضِي شُهْبَةَ قَدْ انْتَقَى مِنَ "المُعْجَمِ المُخْتَصِّ"، مَا هُوَ أَوْفَى مِنَ المَطْبُوع؟!
يَقُولُ الفَقِيْرُ إِلَى اللهِ تَعَالَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ العُثَيْمِينَ - عَفَا اللهُ عَنْهُ -: لَهُ أَكْثَرُ مِنْ رِحْلَةٍ إِلَى "مِصْرَ" فَقَدْ جَمَعَ رِحْلَتَهُ الثَّانِيَةَ فِي كِتَابٍ قَالَ الصَّفَدِيُّ فِي أَعْيَانِ العَصْرِ: "وَمِنْ تَصَانِيْفِهِ: "تَفَتُّتُ الأَكْبَادِ فِي وَاقِعَةِ بَغْدَادَ" كَتَبْتُ لَهُ عَلَيْهِ تَقْرِيْظًا، وَ"الرِّحْلةِ الثَّانِيَةِ إِلَى مِصْرَ"، وَكَتَبْتُ لَهُ عَلَيْهَا مَا نُسْخَتُهُ: "وَقَفْتُ عَلَى هَذَا السِّلْكِ الَّذِي جَمَعَ دُرَّ القَرِيْضِ … لأَنَّهُ اخْتِيَارُ الشَّيْخِ، الإِمَامِ، الرَّحَّالِ، الجَوَّالِ، نَجمِ الدِّيْنِ سَعِيْدٍ الدِّهْلِيِّ الحَرِيْرِيِّ، الحَنْبَلِيِّ أَدَامَ اللهُ بِهِ الاِنْتِفَاعَ، وَشَنَّفَ بِأقْوَالِهِ الأَسْمَاعَ:
إِمَامٌ إِذَا نَادَاهُ فِي الفَضْلِ حَاسِدٌ … تَعَثَّرَ عِلْمًا إنَّ ذَاكَ سَعِيْدُ
كَذلِكَ لَوْ جَارَاهُ فِي أَمَدِ العُلَا … لَقُلْنَا اقْتَصِرْ فَالنَّجْمُ مِنْكَ بَعِيْدُ
وَكَانَ قَدْ قَالَ قَبْلَ ذلِكَ. . . "وَكَانَ لَهُ عَمَلٌ جَيِّدٌ، وَهِمَّةٌ، وَرِحْلَةٌ لِلأَقَالِيْمِ وَعَزْمَهُ، لَمْ يَكُنْ آخِرَ وَقْتٍ مِثْلَهُ فِي هَذَا الشَّانِ، وَلَا مَنْ يُدَانِيْهِ فِي عُلُوِّ المَكَانِ، لأَنَّهُ يَعْرِفُ التَّرَاجِمَ وَالوَفَيَاتِ، وَمَا فِيْهَا مِنِ اخْتِلَافِ الرِّوَايَاتِ، وَهَذَا أَمْرٌ قَلَّ مَنْ رَأَيْتُهُ يَعْتَنِي بِهِ … وَكَانَ بَعْدَ شَيْخِنَا الذَّهَبِيِّ قَائِمَا بِهَذَا "الشَّأْنِ" فِي الشَّامِ، وَبَعْدَهُ لَمْ يَبْقَ فِي هذَا الفَنِّ بَشَاشَةَ … وَلَهُ تَوَالِيْفٌ كَتَبْتُ علَيْهَا أَنَا وَغَيْرِي مِنْ فُضَلَاءِ العَصْرِ تَقْرِيْضًا، وَمَدَحْنَاهُ فِيْهَا تَصْرِيْحًا لَا تَعْرِيْضًا … ثُمَّ قَال: "وَكَانَ قَدْ سَمِعَ عَلَيَّ بَعْضَ تَوَالِيْفِي" وَحَدَّثَ، وَخَرَّجَ لِنَفْسِهِ أَرْبَعِيْنَ حَدِيْثًا سَمَّاهَا "عِدَّةَ الطَائِعِيْنَ وَعُمْدَةَ السَّامِعِيْنَ".
ذَكَرَهُ ابْنُ رَافِعٍ فِي تَارِيْخِ عُلَمَاءِ "بَغْدَادَ" "المُنْتَخَبِ المُخْتَارِ"، وَقَالَ: "وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ حَفِظَ "العُمْدَةَ" عَلَى مَذْهَبِ الإِمَامِ أَحْمَدَ".
وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: "المُحَدِّثُ، العَالِمُ اليَقِظُ، شَابٌّ مُحَصِّلٌ، مِنْ طَلَبَةِ "بَغْدَادَ" لَهُ عَمَلٌ جَيِّدٌ، وَجَوْدَةُ ذِهْنٍ".
يُسْتَدْرَكُ علَى المُؤَلِّفِ - رَحِمَهُ اللهُ - فِي وَفَيَاتِ سَنَة (٧٤٩ هـ):