للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَبِعِلْمِ الكَلَامَ وَالنَّحْوَ وَغَيْرَ ذلِكَ، وَكَانَ عَالِمًا بِعِلْمِ السُّلُوْكِ، وَكَلَامِ أَهْلِ التَّصَوُّفِ، وَإِشَارَاتِهِمْ، وَدَقَائِقِهِمْ، لَهُ فِي كُلِّ فَنٍّ مِنْ هَذِهِ الفُنُوْنِ اليَدُ الطُوْلَى.

قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي "المُخْتَصِّ"، عُنِيَ بِالحَدِيْثِ وَمُتُوْنِهِ، وَبَعْضِ رِجَالِهِ (١)، وَكَانَ يَشْتَغِلُ فِي الفِقْهِ، وَيُجِيْدُ تَقْرِيْرَهُ وَتَدْرِيْسَهُ، وَفِي الأَصْلَيْنِ (٢)، وَقَدْ حُبِسَ مُدَّةً (٣)، لإِنْكَارِهِ شَدَّ الرِّحَالَ إِلَى قَبْرِ الخَلِيْلِ (٤)، وَتَصَدَّرَ (٥) لِلاشْغَالِ، وَإِقْرَاءِ العِلْمِ وَنَشْرِهِ.

قُلْتُ (٦): وَكَانَ - رَحِمَهُ اللهُ - ذَا عِبَادَةٍ وَتَهَجُّدٍ، وَطُوْلِ صَلَاةٍ إِلَى


= وَقَالَ: وَأَخذَ الفَرَائِضَ أَوَّلًا عنْ وَالِدِهِ - وَكَانَ لَهُ فِيْهَا يَدٌ - ثُمَّ اشْتَغَلَ علَى إِسْمَاعِيْلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَرَأَ عَلَيْهِ أَكْثَرَ "الرَّوْضَةِ" لاِبْنِ قُدَامَةَ، وَمِنْهُمْ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ بْنُ تَيْمِيَّةَ، قَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَةً مِنَ "المَحْصُوْلِ"، وَمِنْ كِتَابِ "الإِحْكَامِ" لِلآمِدِيِّ.
قَالَ: وَقَرَأَ أُصُولَ الدِّيْنِ عَلَى الهِنْدِيِّ، أَكْثَرَ "الأَرْبَعِيْنَ" وَ"المُحَصَّلِ"، وَقَرَأَ عَلَى الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّينِ بْنِ تَيْمِيَّةَ قِطْعَةَ مِنَ الكِتَابَيْنِ، وَكَثِيرًا مِنْ تَصَانِيْفِهِ.
(١) فِي "المُعْجَمِ المُخْتَصِّ": "مُتُونِهِ وَبَعْضِ رِجَالِهِ".
(٢) فِي "المُعْجَمِ المُخْتَصِّ": ". . . تَقْرِيْرُهُ، وَفِي النَّحْوِ وَيَدْرِيْهِ، وَفِي الأَصْلَيْنِ".
(٣) بَعْدَهَا فِي المُعْجَمِ المُخْتَصِّ: "وَأُوْذِيَ".
(٤) فِي (ط): "الخَيْلِ" خَطَأُ طبَاعَة، وَبَعْدَهَا: "وَاللهُ يَصلحُهُ وَيُوَفِّقُهُ، سَمِعَ مَعِي مِنْ جَمَاعَةٍ".
(٥) فِي (ط): "وَتَصَدَّى" خَطَأُ طِبَاعَةٍ، وَبَعْدَهَا "وَنَشَرَ العِلْمَ" ثُمَّ قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: "وَلكِنَّهُ مُعْجَبٌ بِرَأْيِهِ، جَرِيءٌ عَلَى الأُمُورِ، غَفَرَ اللهُ لَهُ".
(٦) قَوْلُهُ هُنَا: "قُلْتُ: وَكَانَ - رَحِمَهُ اللهُ - ذَا عِبَادَةً وَتَهَجُّدٍ. . ." فَمَا بَعْدَهَا هُوَ مِنَ الدِّفَاعِ عَنْ شَيْخِهِ الحَافِظِ ابْنِ القَيِّمِ وَالاِنْتِصَارِ لَهُ مِمَا قَالَ فِيْهِ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ بِدَلِيْلِ قَوْلِهِ فِي أَثْنَاءِ كَلَامِهِ: "وَلَيْسَ هُوَ المَعْصُومُ" وَمَا دَامَ يُرِيْدُ الدِّفَاعَ - وَلَهُ الحَقُّ فِي ذلِكَ - فَكَانَ =