وَصُمْ يَوْمَكَ الأَدْنَى لَعَلَّكَ فِي غَدٍ … تَفُوْزُ بِعِيْدِ الفِطْرِ وَالنَّاسُ صُوَّمُ
وَأَقْدِمْ وَلَا تَقْنَعْ بِعَيْشٍ مُنَغَّصٍ … فَمَا فَازَ باللَّذَاتِ مَنْ لَيْسَ يُقْدِمُ
وَإِنْ ضَاقَتِ الدُّنْيَا عَلَيْكَ بِأَسْرِهَا … وَلَمْ يَكُ فِيْها مَنْزِلٌ لَكَ يُعْلَمُ
فَحِيَّ عَلَى جَنَّاتِ عَدْنٍ فَإِنَّهَا … مَنَازِلُكَ الأُوْلَى وَفِيْهَا المُخَيَّمُ
وَلكِنَّنَا سَبْيُ العَدُوِّ فَهَلْ تُرَى … نَعُوْدُ إِلَى أَوْطَانِنَا وَنُسَلِّمُ
وَقَدْ زَعمُوا أَنَّ الغَرِيْبَ إِذَا نَأَى … وَشَطَّتْ بِهِ أَوْطَانُهُ فَهْوَ مُعْدِمُ
وَأَيُّ اغْتِرَابُ فَوْقَ غُرْبَتِنَا الَّتِي … لَهَا أَضْحَتِ الأَعْدَاءُ فِيْنا تَحَكَّمُ
وَحَيَّ عَلَى السُّوْقِ الَّذِي فِيْهِ يَلْتَقِي الْـ … ــــمَحْبُوْبَ ذَاكَ السُّوْقُ لِلْقَوْمِ مَعْلَمُ
فَمَا شِئْتَ خُذْ مِنْهُ بِلَا ثَمَنٍ لَهُ … فَقَدْ أَسْلَفَ التُّجَّارُ فِيْهِ وَأَسْلَمُوا
وَحَيَّ عَلَى يَوْمِ المَزِيْدِ الَّذِي بِهِ … زِيَارَةُ رَبِّ العَرْشِ فَاليَوْمُ مَوْسِمُ
وَحَيَّ عَلَى وَادٍ هُنَالِكَ أَفْيَحٌ … وَتُرْبَتُهُ مِنْ أَذْفَرِ المِسْكِ أَعْظَمُ
مَنَابِرُ مِنْ نُوْرٍ هُنَاكَ وَفِضَّةٍ … وَمِنْ خَالِصِ العِقْيَانِ لَا تَتَفَصَّمُ
وَكُثْبَانُ مِسْكٍ قَدْ جُعِلْنَ مَقَاعِدًا … لِمَنْ دُوْنَ أَصْحَابِ المَنَابِرِ يَعْلَمُ
فَبَيْنَاهُمُ فِي عَيْشِهِمْ وَسُرُوْرِهِمْ … وأَرْزَاقِهِمْ تُجْرَى عَلَيْهِمْ وَتُقْسَمُ
إِذَا هُمْ بِنُوْرٍ سَاطِعٍ أَشْرَقَتْ لَهُ … بِأَقْطَارِهَا الجَنَّاتُ لَا يُتَوَهَّمُ
تَجَلَّى لَهُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ جَهْرَةً … فَيَضْحَكُ فَوْقَ العَرْشِ ثُمَّ يُكَلِّمُ
سَلَامٌ عَلَيْكُمْ يَسْمَعُوْنَ جَمْعَهُمْ … بِآذَانِهِمْ تَسْلِيْمُهُ إِذْ يُسَلِّمُ
يَقُوْلُ سَلُوْنِي مَا اشْتَهَيْتُمْ فَكُلُّ مَا … تُرِيْدُوْنَ عِنْدِي إِنَّنِي أَنَا أَرْحَمُ
فَقالُوا جَمِيْعًا نَحْنُ نَسْأَلُكَ الرِّضَا … فَأَنْتَ الَّذِي تُوْلِى الجَمِيْلَ وَتَرْحَمُ