للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مَنْدَه، وَسَاقَها فِي كِتَابِهِ "مَنَاقِبِ أَحْمَدَ".

وَقَدْ أَثْنَى عَلَيْهِ شُجَاعٌ الذُّهْلِيُّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ، وَابنُ نَاصِرٍ، وَقَالَ: كَانَ ثِقَةً، مأْمُوْنًا، عَالِمًا، فَهْمًا، صَالِحًا، كَتَبَ الكَثيْرَ، وَصَنَّفَ عِدَّةَ مُصَنَّفَاتٍ، وَكَانَ قَدِيْمًا يَسْتَمْلِي عَلَى أَبِي الحَسَنِ القَزْوِيْنِيِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الخَلَّالِ، وَغَيْرِهِمَا.

قَالَ القَاضِي عَيَاضٌ: سَأَلْتُ أَبَا عَلِيِّ بنَ سُكَّرَةَ عَنْ جَعْفَرٍ السَّرَّاجِ؟ فَقَال: شَيْخٌ، فَاضِلٌ، جَمِيْلٌ، وَسِيْمٌ، مَشْهُوْرٌ، يَفْهَمُ، عِنْدَهُ لُغَةٌ، وَقِرَاءَاتٌ، وَكانَ الغَالِبَ عَلَيْهِ الشِّعْرُ. وَذَكَرَهُ القَاضِي أَبُو بَكْرِ بنُ العَرَبِيِّ (١)، فَقَالَ: ثِقَةٌ، عَالِمٌ، مُقْرِئٌ، لَهُ أَدَبٌ ظَاهِرٌ، واخْتِصَاصٌ بِالخَطِيْبُ (٢).

وَقالَ السِّلَفِيُّ: كَانَ مِمَّنْ يُفْتَخَرُ بِرُؤْيَتِهِ؛ لِدِيَانَتِهِ وَدِرَايَتِهِ، وَلَهُ تَوَالِيْفٌ مُفِيْدَةٌ، وَفِي شُيُوْخِهِ كَثْرَةٌ، وَأَعْلَاهُم إِسْنَادًا ابنُ شَاذَانَ (٣).

وَقَالَ ابنُ النَّجَّارِ: كَتَبَ بِخَطِّهِ الكَثِيْرَ، وَكَانَتْ لَهُ مَعْرِفَةٌ بِالحَدِيْثِ


(١) الإمَامُ العَلَّامَةُ القَاضِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المَعَافِرِيُّ الأَشْبِيْلِيُّ (ت: ٥٤٣ هـ). أَخْبَارُهُ في: الغُنْيَةِ (٦٦)، وَالصِّلَةِ (٢٨٩)، وَسِيَرِ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (٢/ ١٩٧)، وَالدِّيْبَاجِ المُذْهَبِ (٢/ ٢٥٦). وَذَكَرَ ابنُ العَرَبِيِّ شَيْخَهُ ابنَ السَّرَّاج في كِتَابِهِ العَوَاصم مِنَ القَوَاصِم (١٥١).
(٢) في (أ) و (ب): "بالخطب" والنَّصُّ في "تَارِيْخِ الإِسْلامِ" كَمَا أَثْبَتْنَا، وَزَادَ فِي "السِّيَرِ" "بِأَبِي بَكْرٍ الخَطِيْبِ" مِمَّا يُوضِّحُ المَقْصُوْدَ بِجَلَاءٍ.
(٣) رِوَايَةُ ابنِ السَّرَّاج عنه في العُمْدَةِ .. في مَشْيَخَةِ شُهْدَةَ (١١٢) تَخْرِيْجِ أبي مُحَمَّدِ بنِ الأَخْضَرِ وَفِيْهِ: "أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بنُ الحُسَيْن السَّرَّاجُ بِقِرَاءَةِ أبي نَصْرٍ في شَعْبَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ، (أَنَا) أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ أحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ شَاذَانَ .. ".