(٢) لا بَأْسَ أَنْ نَعْرِفَ مَنِ ابنِ الطُّيُوْرِيِّ؟ ومَاذَا كَانَ عِنْدَهُ؟ أَقُوْلُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: هُوَ - كَمَا وَصَفَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ -: "الشَّيْخُ، الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، العَالِمُ، المُفِيْدُ، بَقِيَّةُ النَّقَلَةِ المُكْثِرِيْنَ، أَبُو الحُسَيْنِ المُبَارَكُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ أَحْمَدَ بنِ القَاسِمِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ البَغْدَادِيُّ، الصَّيْرَفِيُّ، ابنُ الطُّيُوْرِيِّ (ت: ٥٠٠ هـ)، وَصَفَهُ الأَمِيْرُ ابنُ مَاكُوْلا بِأَنَّهُ: "مِنْ أَهْلِ الخَيْرِ وَالعَفَافِ وَالصَّلَاحِ" وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ اليُونَارْتِيُّ: "هُوَ ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، كَثِيْرَ الأُصُوْلِ، يُحِبُّ العِلْمَ وَأَهْلَهُ، وَقَدْ وَصَفُوْهُ بِالْمَعْرِفَةِ، وَسَعَةِ الرِّوَايَةِ، وَكَانَ دَيِّنًا صَالِحًا". أَخْبَارُهُ فِي: الإِكْمَالِ (٣/ ٢٨٧) وَوَصَفَهُ بِـ "صَدِيْقُنَا" وَالأنْسَابِ (٤/ ٢٠٩)، وَالْمُنْتَظَمِ (٩/ ١٥٤)، وَسِيَرِ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (١٩/ ٢١٣). قَالَ الحَافِظُ السَّمْعَانِيُّ: "كَانَ مُحَدِّثًا، مُكْثِرًا، صَالِحًا، أَمِيْنًا، صَدُوْقًا، صَحِيْحَ الأُصُوْلِ، وَرِعًا، وَقُوْرَا، حَسَنَ السَّمْتِ، كَثيْرَ الخَيْرِ، كَتَبَ الكَثِيْرَ، وَسَمِعَ النَّاسُ بِإِفَادَتِهِ، وَمَتَّعَهُ اللهُ بِمَا سَمِعَ حَتَّى انْتَشَرَتْ عَنْهُ الرِّوَايَةُ، وصَارَ أَعْلَى البَغْدَادِيِّينَ سَمَاعًا". قَالَ الحَافِظُ السِّلَفِيُّ: "وَحَصَّلَ مَا لَمْ يُحَصِّلْ أَحَدٌ مِنْ كُتُبِ التَّفَاسِيْرَ وَالْقِرَاءَاتِ وَاللُّغَةِ، وَالمَسَانِيْدِ، والتَّوَارِيْخِ، وَالْعِلَلِ، وَالأَدَبِيَاتِ وَالشِّعْرِ كُلُّهَا مَسْمُوْعَةٌ" وانْتَقَى السِّلَفِيُّ عِدَّةُ أَجْزَاءٍ مِنَ الفَوَائِدِ وَالنَّوَادِرِ عَلَيْهِ وَتُعْرَفُ هَذِهِ بِـ "الطُّيُوْرِيَّاتِ" وَهِي مَوْجُوْدَةٌ في المَكْتَبَةِ الظَّاهِرِيَّةِ بِـ "دِمَشْقَ" رقم (٣٢٠) حَدِيْث في (٢٨٦) وَرَقَة، وَ"المَشْيَخَةُ البَغْدَادِيَّةُ" للحَافِظِ السِّلَفِيِّ مَشْحُوْنَةٌ =
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute