للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إِنْ رَوَّق (١) اللَّيْلُ جَافَى الحَبْرُ مَضْجَعَهُ … يَتْلُو بِدَمْعٍ غَزِيْرِ وَاكِفٍ هَطِلِ

أَوْ أَتْحَفَ الجَوَّ أَنْوَارَ الضِّيَا ابْنُ ذُكَا (٢) … غَدَا لِتَدْرِيْسِ عِلْمٍ وَاسِعٍ جَلَلِ

وَإنْ بَدَا مُشْكِلٌ فِي الشَّرْعِ مُنْغَلِقٌ (٣) … أَتَى بِهِ ظَاهِرًا حَقًّا عَلى عَجَلِ

وَاهًا (٤) لِمَا حَازَ مِنْ عِلْمِ وَكَمْ قَدِمَتْ … إِلَى خَصَائِصِهِ يَهْمَاءُ (٥) مِنْ رَجُلِ


(١) رَوَّقَ: أَلقى بِظَلَامِهِ، كَأَنَّهُ أَلْقَى بِرُوَاقِهِ وهُوَ سِتْرَهُ، قَالُوا: رَوَّقَ اللَّيْلُ: إِذَا مَدَّ رِوَاقَ ظُلْمَتِهِ، وَأَلْقَى أَرْوِقَتَهُ". يُرَاجَعُ: اللِّسَان: "رَوَقَ". و"جَافَى": لَمْ يَلْزَمْ مَكَانَهُ … كَالجَنْبِ يَجْفُو عَنِ الفِرَاشِ، قَالَ تَعَالَى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} وَقَالَ الشَّاعِرُ:
إنَّ جَنْبِي عَنِ الفِرَاشِ لَنَابٍ … كَتَجافِي الآسِرِّ فَوْقَ الضِّرَابِ
(٢) ابنُ ذُكَاءِ: الصُّبْحُ، وَأَبُو ذُكَاءِ: هُوَ الشَّمْسُ، قَالَ الرَّاجِزُ:
فَوَرَدَتُ قَبل انْبِلَاجِ الفَجْرِ
وَابنُ ذُكَاءٍ كَامِنٌ فِي كَفْرِ
كَذَا فِي ثِمَارِ القُلُوْبِ للثَّعَالِبِيِّ (٢٦٤)، و"ذُكَاءُ" مَمْدُوْدٌ قَصَرَهُ هُنَا لإِقَامَةِ الوَزْنِ. يُرَاجَعُ: المَقْصُوْرُ وَالمَمْدُوْدُ لأبِي عَلِيٍّ القَالِي (٤٧٥)، وَمِثْلُهُ: "الضِّيَاءُ" أَيْضًا قَصَرَهُ لإقَامَةِ الوَزْنِ. يُرَاجَعُ: المَقْصُوْرُ وَالمَمْدُوْدُ لأبي علِيٍّ القَالي أيضًا (٤٣٢).
(٣) في (ط): "مُتَغَلِّقٌ".
(٤) كلمة بِمَعْنى التَّلَهُّفِ، قَالَ أَبُو النَّجْمِ [ديوانه: ٢٢٧] وَيُرْوَى لِغَيْرِهِ:
وَاهًا لِرَيَّا ثُمَ وَاهًا وَاهَا
هِيَ المُنَى لَوْ أَنَّنَا نِلْنَاهَا
(٥) في (ط): "بَهْمَاءَ" وَاليَهْمَاءُ: الأَرْضُ الَّتِي لا يُهْتَدَى فِيْهَا لِطَرِيْقٍ. يُراجع: المَقْصُوْرُ المَمْدُوْدُ لأَبِي عَلِيٍّ القَالي (٣٧٨)، وَالشَّاعِرُ هُنَا يَقْصُدُ مَسْأَلَةٌ مُبْهَمَةٌ كَالأَرْضِ الَّتِي لَا يُهتَدَى فِيْهَا لِطَرِيْقِ، وَلَمْ أَجِدْ فِي كَلَامِ العَرَبِ (بَهْمَاء) بِمَعْنَى مَسْأَلَةٍ مُبْهَمَةٍ؟! فَلَعَلِّي لم أَهتَدِ إِلَى ذلكَ، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.