للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا أَشْهَرُ مَا أُلِّفَ فِي مَذْهَبِهِ.

وَيَبْقَى كِتَابُ الحَافِظُ ابنِ رَجَبٍ مُتأَلِّقًا بَيْنَ هَذِهِ المُصَنَّفَاتِ مِنْ حَيْثُ عَدَدِ المُتَرْجِمِيْنَ إِذَا قِيْسَ بِقِلَّةِ اتِّبَاعِ المَذْهَبِ، وَكَثْرَةِ أَتْبَاعِ المَذَاهِبِ الأُخْرَى. فَعَدَدُ تَرَاجِمِ طَبَقَاتِ الشَّافِعِيَّةِ الكُبْرَى للسُّبْكِيِّ (١٤١٩) تَرْجَمَةً، وَعَدَدُ تَرَاجِمِ الجَوَاهِرِ المُضِيَّةِ للقُرَشِيِّ (١٨٧١) وَاحِدٌ وَسَبْعُوْنَ وثَمَانِمَائَةَ وَأَلْفٌ تَرْجَمَةً، وَلَمْ تُرَقَّمْ تَرَاجِمُ "الدِّيْبَاجُ المُذْهَبِ" لابنِ فَرْحُوْنَ، وَلَا شَكَّ أَنَّهَا لَا تَرْقَى إِلَى هَذَيْنِ الرَّقَمَيْنِ. وَعَدَدُ تَرَاجِمِ "طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ" وَ"ذَيْلِهَا" لابنِ رَجَبٍ (١٢٩٥) تَرْجَمَةٍ بَعْدَ حَذْفِ المُكَرَّرِ. وَإِنَّمَا أَضَفْتُ تَرَاجِمَ "الطَّبَقَاتِ" لابنِ أَبِي يَعْلَى إِلَى تَرَاجِمِ "الذَّيْلِ. . ." لابنِ رَجَبٍ؛ لأنَّ الكُتُبَ الثَّلَاثَةَ الأُخْرَى بَدَأَتْ بِالإِمَامِ فَمَنْ بَعْدَهُ إِلَى عَصْرِهِمْ فَأَضَفْتُ مَا فِي "الطَّبَقَاتِ" لِتَصِحَّ المُقَارَنَةُ. وَهُمْ جَمِيْعًا مَعْذُوْرُوْنَ فِيْمَا قَصَّرُوا فِيْهِ، فَالمُهِمَّةُ شَاقَّةٌ جِدًّا - كَمَا قُلْتُ - فَلَا يُمْكِنُ أَنْ تَتَوَافَرَ المَصَادِرُ لَهُمْ كَمَا تَتَوَافَرُ لَنَا الآنَ، فَمَكْتَبَاتُ الدُّنْيَا مُشْرَعَةُ الأَبْوَابِ أَمَامَنَا، وَمَا فِيْهَا مِنْ كُتُبٍ مَطْبُوْعَةٍ وَمَخْطُوْطَةٍ مُفَهْرَسَةٌ، وَفَهَارِسُهَا مَبْذُوْلَةٌ لِلجَمِيْعِ، وَوَسَائِلُ الاتِّصَالِ وَالتَّصْوِيْرِ مِنْ أَنْحَاءِ العَالَمِ مُتَاحَةٌ دُوْنَ مَشَقَّةٍ تُذْكَرُ، وَقَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْنَا بِتَوَافُرِ مَرَاكِزِ البُحُوْثِ فِيْهَا مِنَ التَّقْنِيَةِ المُتَقَدِّمَةِ مَا يُقَدِّمُ للبَاحِثِ المَعْلُوْمَاتِ الَّتِي يَحْتَاجُهَا بِأَدْنَى كُلْفَةٍ، وَيَحْصُلُ عَلَيْهَا قَبْلَ أَنْ يَقُوْمَ مِنْ مَقَامِهِ. فَإِذَا وُجِدَتْ العَزِيْمَةُ الصَّادِقَةُ، وَالدَّأَبُ وَالحِرْصُ الشَّدِيْدُ لِتَحْصِيْلِ المَعْلُوْمَاتِ، مَعَ عَقْلِيَّةٍ وَاعِيَةٍ، وَذِهْنٍ صَافٍ، وَمَحَبَّةٍ شَدِيْدَةٍ للوُصُوْلِ إِلَى الحَقَائِقِ، بَعِيْدٍ كُلِّ البُعْدِ عَنِ الهَوَى،

<<  <  ج: ص:  >  >>