للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لكما الحاج وأموالهم، وذلك يزيد على ألف ألف دينار. فشكروه وانصرفوا من عنده، ووفى للحاج بذلك.

ولما قرأوا بعرفات على جبل الرحمة، قال أهل مكة وأهل مصر والشام: ما سمعنا عنكم يا أهل بغداد تبذيرا مثل هذا؛ يكون عندكم مثل هذين الشخصين فتصحبونهما معا فإن هلكا فبأى شئ تتجملون؟! كان ينبغى أن تصحبوا فى كل سنة واحدا.

ولما حجّوا عوّل الأمير على ترك زيارة المدينة، واعتذر بقعود الأعراب فى طريقه، وما يلزمه من الخفارات عند تعويقه، فتقدما الحاجّ ووقفوا عن يسار الجبل الراجع من مكة، ويرى من بعيد كأنه عنق طائر، ومنه (١) يعدل القاصد من مدينة النبى ، ويسير فى سبخة من ورائها صفينة. فقرآ ﴿ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَ مَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ﴾ (٢) فعند ذلك ضج الناس [بالبكاء] (٣)، ولوت الجمال أعناقها نحوهما، وقصد بهم الأمير المدينة.

وفيها حج بالناس أبو الحارث محمد بن محمد بن عمر بن يحيى العلوى (٤).

***


(١) فى الأصول «يرونه» والمثبت عن المنتظم ٧:٢٢٧.
(٢) سورة التوبة آية ١٢٠.
(٣) إضافة عن المنتظم ٧:٢٢٧، والبداية والنهاية ١١:٣٣٤، والنجوم الزاهرة ٤:٢١٠.
(٤) المنتظم ٧:٢٢٧، والنجوم الزاهرة ٤:٢١٠، ودرر الفرائد ٢٤٩.