للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

متوالية بالدبوس فتنخّش (١) وجه الحجر فى وسطه وتقشر من تلك الضربات، وتساقطت منه ثلاث شظايا واحدة فوق الأخرى، فكأنه ثقب ثلاثة ثقوب (٢) ما يدخل الأنملة فى كل ثقب (٣)، وتساقطت منه شظايا مثل الأظفار، وصارت فيه شقوق يمينا وشمالا، وخرج مكسره أسمر يضرب إلى صفرة (٤) محببا مثل الخشخاش، وقال إلى متى يعبد الحجر الأسود؟ ولا محمد ولا على يمنعنى عما أفعله؛ فإنى أريد اليوم أهدم هذا البيت وأرفعه. فاتّقاه أكثر الناس الحاضرين وخافوه، وتراجعوا عنه وكاد أن يفلت-وكان على باب المسجد عشرة من الفرسان على أن ينصروه-فاحتسب رجل من أهل اليمن-أو من أهل مكة أو غيرهما-وثار به فوجأه بخنجر، واحتوشه (٥) الناس فقتلوه (٦)، ثم تكاثروا عليه فقطّعوه وأحرقوه بالنار. وقتل جماعة ممن


(١) كذا فى الأصول، وتحش فلان الشئ فتتحش: أى قشره فتقشر (المعجم الوسيط) وفى المنتظم ٨:٩، والنجوم الزاهرة ٤:٢٥١ «وتخشن».
(٢) فى الأصول «ثلاث نقب» وفى المنتظم ٨:٩ «ثلاث ثقب» والمثبت عن النجوم الزاهرة ٤:٢٥١.
(٣) كذا فى ت. وفى م والمنتظم ٨:٩ «ثقبة».
(٤) كذا فى الأصول. وفى المرجع السابق «خرج مكسره أحمر يضرب إلى الصفرة»، وفى البداية والنهاية ١٢:١٤ «وبدا ما تحتها أسمر يضرب إلى صفرة». وفى النجوم الزاهرة ٤:٢٥١ «وموضع الكسر أسمر يضرب إلى صفرة». وفى شفاء الغرام ١: ١٩٤ «وتشقق وخرج أسمر يضرب إلى صفرة».
(٥) احتوش: يقال أحتوش القوم فلانا أو الصيد أى أحاطوا به وجعلوه وسطهم (المعجم الوسيط).
(٦) فى الأصول «فقتله» والمثبت عن المنتظم ٨:٩، والنجوم الزاهرة ٤: ٢٥١.