للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مصرية ونصفا على كل إنسان، وكانوا يؤدون ذلك لعيذاب، ومن لم يؤد ذلك ولم يؤده بجدة [منع] (١) من الحج، وعذب بأليم العذاب؛ من تعليقه بالأنثيين وغير ذلك، وكان ذلك معلوما لأمير مكة؛ فعوضه السلطان صلاح الدين عن ذلك ألفى دينار، وألفى إردب قمح، وإقطاعات بصعيد مصر وجهة اليمن. وقيل إنه عوضه عن ذلك مبلغ ثمانية آلاف إردب قمح، تحمل إليه كل عام إلى ساحل جدة (٢). فالحمد لله الذى أزال هذه البدعة القبيحة على يد هذا السلطان السعيد--فما كان أكثر محاسنه وحسناته، وكان ذلك على يد الشيخ أبى عبد الله علوان بن الأستاذ عبد الله بن علوان الأسدى الحلبى كما ذكر ذلك الصاحب جمال الدين عمر بن العديم فى تاريخه لحلب، فى ترجمة المذكور، ونص ما ذكر: وهو الذى أبطل المكس عن أهل مصر والمغاربة، فإن العادة كانت جارية عندهم أنهم يخرجون إلى جدة ويأخذون على كل إنسان سبعة دنانير، ويهينونه (٣) سواء كان فقيرا أو غنيا. فلما بلغه ذلك قال للملك الناصر: سيّرنى فى مركب ومر (٤) صاحب المركب أنى متى قلت له ارجع يفعل ذلك. فسيّره فى مركب صغير، فلما وصلوا إلى المرسى


(١) إضافة يستقيم بها السياق. وقد ورد أمام هذا الخبز فى هامش الأصول «إبطال المكس على رءوس الحجاج».
(٢) الروضتين ٢:٣،٤، وشفاء الغرام ٢:٢٣١، والعقد الثمين ١: ١٨٩،٧:٢٧٧،٢٧٨، والنجوم الزاهرة ٦:٧٨.
(٣) فى الأصول «يهينونهم».
(٤) كذا فى م، ودرر الفرائد ٧٠٠. وفى ت «وقل لصاحب».