للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على ماجد الجدّ وارى الزناد … جميل المحيا عظيم الخطر

على شيبة الحمد ذى المكرمات … وذ المجد والعز والمفتخر

وذى الحلم والفضل فى النائبات … كثير المكارم جم الفخر

له فضل مجد على قومه … منير (١) يلوح كضوء القمر

أتته المنايا فلم تشوه … بصرف الليالى وريب القدر (٢)

ولما مات عبد المطلب جززن نساء بنى عبد مناف الشعور، وقالت رقيقة بنت أبى صيفى بن هاشم لولدها مخرمه بن نوفل:

شقّ قميصك على خالك، لمن تستبقيه بعده؟!

وكان النبى يبكى خلف سريره حتى دفن بالحجون (٣)، ولم يبك أحد ما بكى عبد المطلب بعد موته، ولم يقم بمكة سوق بعد موته أياما كثيرة (٤).

ولما توفى عبد المطلب ضم أبو طالب النبىّ إليه وحاطه أتمّ حياطة، ورقّ عليه، وأحبه حبا شديدا لا يحبه ولده، وكان لا ينام إلا إلى جنبه، ويخرج فيخرج معه، وصبّ به أبو طالب صبابة لم يصبّ مثلها بشئ قط. وقد كان يخصه بالطعام، وكان أبو طالب لا


(١) كذا فى م. وفى ت، هـ «ومنه يلوح». وفى طبقات ابن سعد ١:١١٨ «مبين يلوح»
(٢) نسب ابن هشام هذه القصيدة لبرة بنت عبد المطلب. (سيرة النبى لابن هشام ١:١١٠،١١١)
(٣) طبقات ابن سعد ١:١١٩، والوفا بأحوال المصطفى ١:١٣١، وسبل الهدى والرشاد ٢:١٨٣، والسيرة الحلبية ١:١٨٤.
(٤) السيرة الحلبية ١:١٨٦.