للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فنبشوه فظهر التابوت الذى دفنه ابنه الحسن، والناس ينظرون إليه فلم يروا به شيئا، فعلموا حينئذ أن الحسن قتل أباه، ودفن التابوت فى قبره ليخفى أمره. وردّ المسعود على أهل الحجاز جميع أموالهم ونخلهم جميعا، وما كان أخذ من الوادى جميعه، ومن مكة من الدور (١).

وبدا منه تجبّر وقلّة دين؛ من ذلك أنه صعد قبة زمزم ورمى حمام مكة بالبندق، ومن ذلك ضرب غلمانه الناس بالمسعى بالسيوف فى أرجلهم وهم يسعون، ويقولون: اسعوا قليلا قليلا فإن السلطان نائم سكران فى دار السلطنة بالمسعى، والدم يجرى من سيقان الناس (٢).

ومن ذلك منعه دخول الحاج العراقى مكة يوما واحدا، وكان أميرهم ابن أبى فراس وهو مستقل. ثم بعد ذلك لبس خلعة الخليفة، واتفق الأمر، وفتح باب مكة، وحج الناس وطابت قلوبهم، ونصب راية صفراء، وأطلع علمه وعلم أبيه، ومنع إطلاع علم الخليفة الناصر لدين الله العباسى إلى جبل عرفة، ويقال إنه أذن فى إطلاعه قبل الغروب لمّا ليم فى ذلك وخوّف (٢). وهمّ العراقى بقتاله فعجز عن ذلك لكثرة عسكره، وقدّم أعلام أبيه على أعلام الخليفة، وخرج بعد الحج من مكة متوجّها إلى اليمن، واستناب على مكة الأمير نور الدين عمر بن على بن رسول، ورتب معه ثلاثمائة فارس، وولّى المسعود


(١) العقد الثمين ١٧٠:٤، ومفرج الكروب ١٢٥:٤.
(٢) العقد الثمين ٤٩٣:٧، ٤٩٤.