للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن عشر سنين وأشهر (١) وإذا بكلام فوق رأسى، وإذا رجل يقول لرجل: أهو هو؟ قال: نعم. فاستقبلانى بوجوه لم أرها بخلق قط، وأرواح لم أجدها فى خلق قط، وثياب لم أرها على أحد قط، وأقبلا إلىّ يمشيان حتى إذا أخذ كل واحد منهما بعضدى لا أجد لأحدهما مسّا، فقال أحدهما لصاحبه: أضجعه. فأصجعنى بلا قصر ولا هصر (٢) -ويقال فصلقانى (٣) بحلاوة القفا (٤) -ثم شقا بطنى، وكان جبريل يختلف بالماء فى طست من ذهب وميكائيل يغسل جوفى، فقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره. فخدنى أحدهما إلى صدرى ففلقه-فيما أرى-بلا دم ولا وجع، ثم قال: اشقق قلبه. فشق قلبى، فقال له: أخرج الغلّ والحسد. فأخرج شيئا كهيئة العلقة ثم نبذها فطرحها، ثم قال له: أدخل الرأفة والرحمة.

فإذا مثل الذى أخرج شبه الفضة، ثم أخرج ذرورا كان معه فذرّ عليه، ثم هزّ إبهام رجلى اليمنى، ثم قال: اغدو اسلم. فرجعت بها أغدو (٥) رقّة على الصغير ورحمة على الكبير.


(١) زادت ت «وأنا غلام».
(٢) بلا قصر ولا هصر: أى بلا إرخاء ولا ثنى ظهر. (سبل الهدى والرشاد ٢:٨٤)
(٣) كذا فى الأصول. وفى سبل الهدى والرشاد ٢:٨٣ «فقلبانى لحلاوة القفا»
(٤) حلاوة القفا: أى وسطه. المرجع السابق ٢:٨٥
(٥) كذا فى هـ. وفى ت، م «فرجعت بها أغدو بها رقة» - وانظر تاريخ الخميس ١:٢٥٦،٢٥٧.