للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بلاد المؤيد، ولا أدخلها إلا بمرسوم الناصر، فعاد على عقبه (١)، فقصر أبو الغيث فى حق العسكر وضاق بهم (٢) ونفر منهم، وأظهر لهم الاستغناء عنهم؛ فأخذوا خطّه بذلك، وعادوا وتوجهوا من عنده فى ربيع الأول.

وقيل إن الجلب قل وصوله إلى مكة، ولم تمطر مكة، فكثرت كلف العسكر، واحتاجوا إلى السفر، فأشهد عليهم أبو الغيث أنه أذن لهم فى السفر، وكتب بذلك إلى السلطان (٣).

فلما علم حميضة، بمفارقة الجيش لمكة عاد إليها بجمع وقاتل أخاه أبا الغيث، وقتل من أصحاب أبى الغيث نحو خمسة عشر نفرا ومن الخيل أكثر من عشرين فرسا، وملك مكة فانهزم أبو الغيث ولجأ إلى أخواله من هذيل بوادى نخلة مكسورا. ثم إن حميضة أرسل رسولا وخيلا تقدمة للسلطان؛ فحبس رسوله، ولم يرض عنه، وأرسل بعده (٤) أبو الغيث هدية فوعده السلطان بنصره وإرسال عسكر - ويقال إنه أمر صاحب المدينة بنصره (٥).

وفيها - فى يوم الثلاثاء رابع ذى الحجة - وقعت حرب بين


(١) العقود اللؤلؤية ٤١٠:١.
(٢) فى الأصول «منهم».
(٣) السلوك للمقريزى ١٣٨:٢/ ١.
(٤) فى الأصول «معه»، والمثبت عن العقد الثمين ٢٣٧:٤.
(٥) وانظر العقد الثمين ٨٠:٨، وشفاء الغرام ٢٠٣:٢، ٢٠٤، ودرر الفرائد ٢٩٤.