للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عشرين ليلة، ومعه اثنان من أعيان التتار، وهما درقندى وملكشاه، ومعهم ثلاثة وعشرون راحلة، وأقاموا بنخلة، وكانوا قد لقوا فى طريقهم شدة من العراق إلى الحجاز، وكتب حميضة إلى أخيه رميثة يستأذنه فى دخول مكة؛ فمنعه من ذلك إلا بعد إذن السلطان، وأرسل إلى السلطان كتابا يخبره بذلك؛ فكتب السلطان إلى حميضة أنه إن حضر إلى الديار المصرية على عزم الإقامة بها قابله بالأمان وسامحه بذنوبه السالفة، وأما الحجاز فلا يقيم به. وكتب إلى درقندى وملكشاه بالأمان وأن يحضرا. وأرسل الأميرين سيف الدين أيتمش المحمدى، وسيف الدين بهادر السعدى أمير علم (١)، وأمرهما أن يستصحب كل منهما عشرة من غلمانه، وجرّد معهما من كل أمير مائة جنديين، ومن كل أمير طبلخانة جنديا واحدا، وتوجّها إلى مكة لإحضار حميضة ومن حضر من التتار؛ فتوجّها فى يوم السبت سادس عشر ربيع الأول بمن معهما، فوصلا إلى مكة وأرسلا إلى حميضة فى معاودة الطاعة، وأن يتوجه معهما إلى الأبواب السلطانية، فاعتذر أنه ليس معه من المال ما ينفقه على نفسه ومن معه فى سفره، وطلب منهما ما يستعين به على ذلك فأعطياه، فلما قبض المال تغيب، وعاد الأميران إلى القاهرة، فوصلا فى يوم السبت سادس عشرى جمادى الآخرة (٢).


(١) أمير علم: هو الذى يتولى شئون أعلام السلطان من رايات وسناجق وعصابات وغيرها. (صبح الأعشى ٨:٤، ٤٥٦:٥، ٤٥٨).
(٢) العقد الثمين ٢٣٩:٤ - ٢٤١، والسلوك للمقريزى ١٧٥:٢/ ١.