للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاشتراها منه العاصى بن وائل السّهمىّ. فآواها إلى بيته ثمّ تغيّب.

فابتغى متاعه الزبيدىّ فلم يقدر عليه، فجاء إلى بنى سهم يستعديهم عليه، فأغلظوا عليه (١)، فعرف أن لا سبيل إلى ماله، فطوّف فى قبائل قريش يستعين بهم. فتخاذلت القبائل عنه، فلما رأى ذلك أشرف على أبى قبيس-ويقال: على الحجر-حين أخذت قريش مجالسها، ثم قال بأعلى صوته:-/ يا آل فهر لمظلوم بضاعته … ببطن مكّة، نائى الأهل والوطر

ومحرم شعث لم يقض عمرته … يا آل فهر وبين الحجر والحجر

هل مخفر من بنى سهم بخفرته … فعادل أم ضلال مال معتمر

إن الحرام لمن تمّت حرامته … ولا حرام لثوب العاجز العذر (٢)

فلما نزل من الجبل أعظمت ذلك قريش فتكلموا فيه، فقال المطيبون؛ وهم بنو عبد مناف بن قصىّ، وبنو أسد بن عبد العزّى، وبنو زهرة بن كلاب، وبنو تيم بن مرّة، وبنو الحارث بن فهر: والله لئن قمنا فى هذا لتغضبن الأحلاف. وقال الأحلاف؛ وهم بنو عبد الدار بن قصىّ، وبنو مخزوم، وبنو سهل، وبنو جمح، وبنو عدىّ ابن كعب: والله لئن تكلمنا فى هذا لتغضبن المطيبون، فقال ناس من قريش: تعالوا فلنكن حلفا فضولا دون المطيبين ودون الأحلاف.

ويقال: إن الزّبير بن عبد المطلب لما سمع قول الزّبيدىّ قال:


(١) هذا اللفظ من م.
(٢) شفاء الغرام ٢:٩٩ - ١٠٤، وسبل الهدى والرشاد ٢:٢٠٨، والسيرة الحلبية ١:٢١٥.