للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

استأذنه فى الحج فأذن له، وقام له بما يليق به، ثم طلب أبو سعيد المجد السلامى وكتب إلى السلطان يعرفه بأمر ياسور، ويخوفه منه أن تجتمع عليه المغل، ويسأل قتله. فدفع السلامى كتاب أبى سعيد إلى مملوكه قطلوبك السلامى، فقدم إلى السلطان أول ذى القعدة، فأركبه النجب فى عاشره إلى مكة، ومعه كتاب إلى الأمير برسبغا الحاجب - وقد حجّ من مصر - لطلب الشريف رميثة وموافقته [سرّا] (١) على قتل ياسور. فقدم قطلوبك مكة أول ذى الحجة، فلم يوافق رميثة على ذلك، واعتذر بالخوف من غائلته. فأعد برسبغا بعض نجابته من العربان لذلك، ووعده بما ملأ عينه.

فلما قضى الحاج النسك من الوقوف والنحر ركب ياسور فى ثانى يوم النحر لرمى (٢) الجمار، وركب برسبغا أيضا. فعندما قارب الجمرة وثب عليه النجاب وضربه فألقاه إلى الأرض، وهرب نحو الجبل؛ فتبعه مماليك برسبغا وقتلوه أيضا، خشية من أن يعترف عليه. فاضطرب حجاج العراق وركب (٣) فرسانهم وأخذوا ياسور ١٥٤ قتيلا فى دمائه وصاروا إلى برسبغا منكرين ما حلّ بصاحبهم؛ فتبرأ/ من ذلك، وأظهر الترحم له، وقرر عندهم أن هذا الذى قتله إنما هو ممن له عليه ثأر، أو قاصد أحد غرمائه، وإنكم قد كفيتم أمره؛ فإنى أخذت لكم بثأره وقتل قاتله. فانصرفوا عنه وفى نفوسهم منه شيء،


(١) إضافة على الأصول عن المرجع السابق.
(٢) فى الأصول «ورمى»، والمثبت عن المرجع السابق.
(٣) فى الأصول «وركبوا».