للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها جرت بين الشريفين عطيفة ورميثة وحشة ومباعدة؛ فأقام الشريف عطيفة بمكة ومعه المماليك، ورميثة بالجديد من وادى مرّ، فتسلط مبارك بن عطيفة على المجاورين، وأخذ مال التجار. فلما كان فى اليوم الثامن والعشرين من رمضان ركب السيد رميثة فى جميع عسكره، ودخل مكة على السيد عطيفة بين الظهر والعصر، وكان الشريف عطيفة برباط أم الخليفة (١)، والخيل والدروع والتجافيف فى العلقمية، فلم يزل رميثة وأصحابه قاصدين إلى باب العلقمية (٢) ولم يكن معهم رجالة، فوقف على باب العلقمية من حماها إلى أن أغلقت، والموضع ضيق لا مجال للخيل فيه، وحمت ذلك الغزّ والعبيد من غلمان عطيفة، فلم يحصل فى [ذلك] (٣) اليوم للشريف رميثة ظفر، وقتل فى ذلك اليوم من أصحاب رميثة وزيره واصل بن عيسى الزباع، وابن عمه حشيفة، ويحيى بن ملاعب، ثم ولوا راجعين إلى الجديد. ولم يقتل من أصحاب عطيفة غير عبد واحد أو اثنين - فيما قيل - والله أعلم (٤).


(١) رباط أم الخليفة: هو رباط أم الخليفة الناصر العباسى، ويعرف بالعطيفية؛ لأن الشريف عطيفة صاحب مكة كان يسكنه، وتاريخ وقفه سنة ٥٧٩ هـ (شفاء الغرام ٣٣١:١).
(٢) العلقمية: لعلها دار ابن علقمة، وكانت قرب المسعى عند زقاق العطارين وزقاق ابن شريق. (أخبار مكة للأرزقى ٢٤٢:٢، ٢٥٦).
(٣) إضافة عن العقد الثمين ١٠٠:٦.
(٤) وانظر شفاء الغرام ٢٠٤:٢.