وأقاما مدة، ثم توجها إلى ناحية اليمن بالواديين، وترك عطيفة ولده مباركا بمكة، وترك رميثة ولده مغامسا بالجديد، وحصل بين مبارك ومغامس منافرة، فركب مبارك إلى الجديد لقتال مغامس فى يوم السبت سابع عشرى رجب، وكان مع مبارك أصهاره الأعراب المعروفون ببنى عمير؛ أصحاب الخيف المعروف بخيف بنى عمير بوادى نخلة - وكان تزوج منهم فى هذه السنة بامرأة وبنى بها - وجماعة من أهل مكة؛ فالتقى عسكره وعسكر ابن عمه، فقتل من أصحاب مبارك خمسة أنفار، ومن أصحاب مغامس نفر واحد، وأخذت لأصحاب مغامس خيول، وهرب مغامس إلى الخيف.
فلما كان اليوم العاشر من شعبان خرج مبارك بن عطيفة ومعه جماعة من أهل مكة فمنع عمه رميثة من دخول مكة لما توجّه إليها من اليمن مع النجاب الذى وصل من صاحب مصر لاستدعائه واستدعاء عطيفة للحضور إلى صاحب مصر، ومنع مبارك رميثة من دخول ١٥٧ مكة، ثم تراسلا؛ فمكنه مبارك من دخول مكة، فدخلها ومكث فيها إلى ليلة الثالث عشر من شعبان، ثم خرج منها إلى الوادى. وفى صبيحة الليلة التى خرج فيها رميثة من مكة دخلها عطيفة مودعا وسافر إلى مصر بعد أخيه رميثة بمقدار خمسة أيام، وترك ابنه مباركا نائبا بمكة، ومعه أخوه مسعود بن عطيفة. وكان أخوهما محمد بن عطيفة فى اليمن بمن معه من الأشراف الذين لايموا عطيفة بعد أن كانوا مع أخيه رميثة لما فارق القواد عطيفة ولايموا رميثة، بعد قتل مبارك للقائد محمد بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمرى؛ لأنه