للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها - فى نصف ليلة الخميس عاشر جمادى الأولى - حصل غيم ورعود مزعجة، وبروق مخيفة، ومطر كأفواه القرب، ثم دفعت السيول من كل جهة، وكان معظم السيل من جهة البطحاء، فدخل المسجد الحرام من جميع الأبواب التى تليه، من باب بنى شيبة إلى باب إبراهيم، وأخذ السيل الكرانيف (١) التى حول باب إبراهيم ودخل بها المسجد، وحفر فى الأبواب وجعل حول الأعمدة خورا مقدار قامتين وأكثر [ولو] (٢) لم تكن أساسات الأعمدة محكمة لكان رماها، وقلع من أبواب الحرم عدة؛ فرمى بابا (٣) من أبواب الصفا وأربعة درف من باب على، وأربعة درف من باب العباس، وكسر الفرع الأيمن من باب إبراهيم، وأخذ درفة من باب الشيخ الدلاصى، وكسر باب درجة زمزم، وموضع الأذان، وكسر باب قبة الحاصل وقلعه وأخذه، وطاف الماء بالأبواب والمنابر كل واحد إلى جهة، وبلغ عند الكعبة المعظمة قامة وبسطة، ودخل الكعبة الشريفة من خلل الباب، وعلا الماء فوق عتبتها أكثر من نصف ذراع بل شبرين، ووصل إلى قناديل المطاف وغمر (٤) بعضها من فوقها فأطفأها،


(١) الكرانيف: أصول سعف النخل. (تاج العروس) وفى الأصول «الكداديف».
(٢) إضافة عن شفاء الغرام ٢٦٧:٢.
(٣) كذا فى ت. وفى م «فرمى فردة باب».
(٤) فى الأصول «وعبر فى بعضها من فوقها» وكذا فى شفاء الغرام ٢:
٢٦٧ -