للأحداث فى سنة وقوعها منتقلا من سنة إلى سنة، لا يخرج عن أحداث مكة إلا فيما له صلة بها. مع الاهتمام ببيت الله الحرام وكل ما يحدث بشأنه منذ واقعة الفيل حتى سنة ٨٨٥ هـ. وكل ما يتجدد فى المسجد الحرام، وما يطرأ على مكة من سلم أو حرب، وغلاء أو رخص، وما ينزل بها من أمطار وسيول، وما يعتورها من أوبئة وأمراض، ومن يموت بها من الأعيان، وما يقع فيها من الحوادث، ويتابع مواسم الحج. وأحوال ضيوف الرحمن، وما يلقونه فى الطريق من أمن وسلامة، أو نهب وإهانة. ويصف حجّ الخلفاء والسلاطين والملوك وعلية القوم من علماء وصلحاء وأثرياء، ويتابع ذكر أمراء مكة وقضاتها وأئمتها وما يجرى منهم وعليهم.
وبالجملة فهو يقدم صورة واضحة عن مكة المكرمة وأعمالها من النواحى السياسية، والاجتماعية، والثقافية، والعمرانية، والاقتصادية، على رقعة واسعة جدا من التاريخ. ولعل ابن فهد هو المؤرخ الوحيد الذى أرخ لمكة فى الحقبة التى تقع بين سنتى ٨٣٠،٨٨٥ من الهجرة النبوية؛ فلم نعثر بعد على كتاب يتناول هذه الحقبة، اللهم إلا ما كتبه أبو البقاء محمد بن أحمد بن الضياء القرشى المكى المتوفى سنة ٨٥٤ هـ ضمن مخطوطته عن تاريخ مكة والمسجد الحرام والقبر الشريف؛ مغ ضيق فى المساحة الزمنية من الحقبة التى تناولها ابن فهد، وضيق فى المساحة العلمية التى أوردها إذا قورنت بما أورده ابن فهد.