للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد بن قلاوون الشريف ثقبة إلى مصر؛ فتوجه إليها، وبقى عجلان وحده فى البلاد إلى آخر ذى القعدة، فوصل مرسوم من سلطان مصر برد البلاد على السيد رميثة، ولزم الشريف ثقبة فى مصر. فلما علم السيد عجلان بذلك خرج إلى ناحية اليمن، ومنع الجلاب من الوصول إلى مكة؛ فلم يصل منها إلا القليل، وعزّ بها صنف المتجر، وحصل فى هذه السنة غلاء عظيم فى أيام الحج؛ بحيث بيعت الويبة الشعير بأربعين درهما، عنها ديناران، والويبة الدقيق بخمسين درهما، والرطل البقسماط بثلاثة دراهم، والإردب القمح بثمانين درهما، والحمل إلى أربعمائة وخمسين درهما لقلته. وكان حجاج الشام كثيرين، وحصل للحجاج فى سفرهم مشقات كثيرة من قلة الماء وغلو الأسعار، وهلك كثير من المشاة (١).

وحج بالناس البرناق (٢)، ووقع بينه وبين أهل مكة فتنة، ١٦٨ وقتل منهم بعض فوارس، وسلم الحاج من الشرفاء؛ لكلام السيد رميثة. ولما رحل الحاج من مكة وصل السيد عجلان من جهة اليمن، ونزل الزاهر، وأقام به أياما، ثم بعد ذلك اصطلح هو وأبوه، وأخذوا من التجار مالا جزيلا (٣).


(١) العقد الثمين ٤١٦:٤، ٤١٧، ٥٩:٦، والسلوك للمقريزى ٢/ ٣:
٦٦٠ - (٢) فى الأصول «البرياق»، وفى درر الفرائد ٣٠٧ «البرناو»، وأشار فى هامشه أنه فى نسخة الأزهرية «البرتاق» والمثبت عن النجوم الزاهرة ١٢:١١ وهو: سيف الدين برناق بن عبد الله نائب قلعة دمشق، توفى سنة ٧٦٢ هـ، وكان مشكور السيرة.
(٣) العقد الثمين ٤١٧:٤.