للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتى بيع الرطل بستة وأربعين درهما، ولم يعهد مثل ذلك فيما سلف، فبيع عند قدوم الحاج بخمسة دراهم الرطل (١).

وفيها كان بمكة غلاء بلغت فيه غرارة الحنطة مائة وسبعين درهما، والذرة مائة وأربعين (٢).

وفيها قدم الأمير أحمد بن آل ملك لعمارة ما يحتاج عمارته فى الحرم، وجاء معه من مصر بالبناة والنجارين والعمال، وبعض حجاج؛ فعمر سقف الحرم الذى عند باب رباط السّدرة.

وفيها كانت الوقفة الجمعة؛ لأنه ثبت ذلك عند قاضى مكة بحضور قاضى القضاة عز الدين بن جماعة وغيره من حجاج مصر والشام والعراق، وكان يوم عرفة بمصر والإسكندرية يوم الخميس، ١٧١ فأنكر الشيخ علاء الدين على بن عثمان التركمانى الحنفى على القاضى عز الدين بن جماعة، وأفتى أن حج الناس فاسد، ويلزم من وقف بالناس يوم الجمعة بعرفة جميع ما أنفقه الحاج من الأموال، وأنه يجب على الحجاج كلهم أن يقيموا محرمين لا يطئوا نساءهم، ولا يمسوا طيبا حتى يقفوا بعرفة مرة أخرى. وشنّع بذلك عند الأمراء، وأظهر الحزن على الناس، والأسف على ما أنفقوه من أموالهم؛ فشقّ ذلك على الأمير طغيتمر الدوادار، من أجل أن زوجته حجت فيمن حج، وأخذ خط ابن التركمانى بما تقدم ذكره، فغضب الشافعية، وأنكروا


(١) السلوك للمقريزى ٧٢٥:٢/ ٣، ودرر الفرائد ٣٠٨.
(٢) شفاء الغرام ٢٧٣:٢.