للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن واصل الزباع، وأخذ جميع ما كان مع عجلان من الخيل والإبل، واستقل بالإمرة بمفرده، فلما كان الليل ورقد الموكلون بعجلان خلع عجلان القيد من رجليه - وكان واسعا - وهرب إلى امرأة من الفريق الذى كانوا فيه فانزوى إليها، وعرفها بنفسه، وسألها أن تخفيه.

فقالت له: نحن نخشى من ثقبة. فقال لها: لا بأس عليك، أنا أتحيل فى إخفائى بأن أحفر حفرة تغيبنى وأقعد فيها، وحطى على أمتعتك، ولا عليك بفعل ذلك. فلما انتبه الموكل بعجلان تفقده فلم يجده؛ فذهب إلى ثقبة وعرّفه الخبر؛ فذهب هو وأصحابه فى طلب عجلان، فلم يجدوه، وأتى بيت المرأة التى هو مختف عندها ودوّره بنفسه؛ فلم يجد عجلان فيه. فلما كان الليل أركب فرسا وراح إلى بنى شعبة باليمن، فأقام عندهم حتى قدم الحاج (١).

ولما قدم الحاج لم يجد بمكة أحدا من بنى حسن ولا العبيد (٢).

وفيها غلت الأسعار حتى بلغ الإردب القمح ثلاثمائة درهم، والشعير مائتى درهم، والراوية الماء بأربعة مسعودية، ثم أغاث الله فى أول يوم من المحرم بمطر استمر ثلاثة أيّام، وانحلّ السعر وبيع إردب [القمح] (٣) بمائة وخمسين درهما والراوية [الماء] (٣) بنصف وربع مسعودية؛ لجريان ماء عين حنين.


(١) العقد الثمين ٦٣:٦، ٦٤.
(٢) السلوك للمقريزى ٨٨٨:٢/ ٣.
(٣) الإضافة عن السلوك للمقريزى ٨٦١:٢/ ٣.